| |
خطر التغيرات المناخية
|
|
ارتفاع حرارة الأرض يعد في غاية الخطورة، ومهدداً للبشرية، ولا يقل خطره عن خطر الحروب المدمرة، وكل مهددات السلام العالمي. وقد أطلقت تحذيرات دولية من أن ارتفاع حرارة الأرض بمعدل درجتين مئويتين اعتباراً من عام 1900 ستكون له عواقب خطيرة وواسعة النطاق. وقد سجلت الأرض ارتفاعاً بـ 0.7% درجة على الأقل منذ مطلع القرن الماضي. والمؤسف أن التحرك الدولي لا يرقى إلى مستوى هذه التحذيرات الخطيرة، في حين انشغلت الدول وبخاصة المتقدمة منها برفع الإنتاج الصناعي بغض النظر عن تأثير ذلك على البيئة، وبدلاً من أن تصرف الأموال على البحث في طرق للحد من انبعاث الغازات من المصانع تصرف الأموال في الحروب والنزاعات الدولية. إن خطر ارتفاع الحرارة والتغيرات المناخية ليس مقتصراً على دولة أو شعب وإنما خطره قد يشمل جميع جوانب الحياة على الأرض. فعلى سبيل المثال.. إن ارتفاع الحرارة بزيادة قدرها 1.2 درجة مئوية قد يتسبب في انقراض ثلث الطيور الموجودة حالياً. وقد لاحظ العلماء تراجعاً يصل إلى تسعين بالمئة في بعض مجموعات الطيور، وعجزاً تاماً لا سابق له لبعض الأنواع الأخرى على التكاثر. كما أن الفيضانات والكوارث البيئة الناتجة عن ارتفاع الحرارة لا تهدد مجتمعاً بعينه، وإنما كل المجتمعات حتى تلك المتقدمة التي تتوافر لها وسائل حماية متقدمة. كما إن قيمة الأضرار الاقتصادية التي ستنجم عن التقلبات المناخية قد تصل إلى ألف مليار دولار سنوياً بحلول العام 2040 وحتى قبل ذلك إذا ما أخذت مجمل الخسائر الاقتصادية في الاعتبار. إن معالجة التغيرات المناخية بحاجة إلى إرادة سياسية دولية ملتزمة، خصوصاً من قبل الدول الكبرى، فأمريكا ما تزال أكبر ملوث للبيئة في العالم، والصين والهند مرشحتان لتجاوز الولايات المتحدة في تلويث البيئة عام 2015، والاتحاد الأوروبي يواجه انتقادات حادة من قبل منظمات حماية البيئة بسبب تقصيره، وعدم إيلائه الاهتمام الكافي بالأزمة. ومن الواضح أن الدول الصناعية لم تمتثل بعد لمقررات مؤتمر كيوتو لحماية البيئة التي تفرض على 35 دولة صناعية، وعلى الاتحاد الأوروبي خفض انبعاثات غازات الدفيئة المسؤولة بشكل أساسي عن ارتفاع حرارة الأرض في الفترة الممتدة بين 2008 و 2012م. ويبقى أن على المثقفين والإعلاميين أن يسلطوا الضوء على هذه الأزمة، وتوعية الشعوب بها، لخلق رأي عالمي ضاغط في اتجاه حماية البيئة، وعدم الانشغال فقط بالأزمات التقليدية كالحروب والصراعات السياسية.
|
|
|
| |
|