أطفالنا وأزمات الحروب
محمد إبراهيم فايع/ خميس مشيط

أطفالنا ليسوا بعيدين عن الأحداث الجارية في المنطقة فهم يتابعون ما نتابعه ويشعرون بما نشعر به ولحساسية الأمر ولأن صحفنا لم تتناوله بشكل كبير وموسع فأنا عبر هذا المقال أقول: للحروب انعكاسات على نفسيات الأطفال وعلى شخصياتهم ويعانون كثيراً من الأزمات التي قد تزيد وتقل بقرب الأطفال من أماكن الحروب وبعدهم بمعنى أن أطفالنا قد لا يعانون من الأزمات النفسية ما يعانيه أطفال فلسطين ولبنان ولكنهم يمرون ببعض الأزمات لقسوة المشاهد التي يرونها على شاشات التلفزيونات وما يسمعونه عبر الأخبار وأحاديث المجالس هذا إذا ما عرفنا طبيعة الأطفال الفضولية والميالة إلى معرفة واكتشاف ما يدور في محيطهم.
كثير من الأطفال يعانون من الخوف والهلع وتراودهم الأفلام والكوابيس في مناماتهم خاصة إذا ما شاهدوا قبل النوم أخبار الحرب وما يدور في فلسطين ولبنان وهم بحكم تكوينهم النفسي والعقلي والعمري القصير لا يمكنهم تفسير ومعرفة كل ما يجري من تدمير وتقتيل ودورة مصطلحات الحرب التي يسمعونها وبالتالي فهم لا يقدرون التعامل مع الأزمات التي يمرون بها ولذلك يظلون يعيشون في رعب وخوف من القادم والمجهول وكما ذكرت بأن ذلك الاحساس يزيد ويقل بمدى قرب الأطفال من أماكن المعارك والحروب.
هذا يدفعني إلى القول بأن مهمة الوالدين عدم ترك تساؤلات أطفالهم تطير وتهبط دون منحهم الاجابات الشافية لما يدور حولهم أو يشرح الحدث بأسلوب مبسط ومعقول كقصة الحرب وأن نمارس معهم أسلوباً اختصاصياً نفسانياً نحاول من خلاله وعبره تهدئة روعهم وتقليل مخاوفهم وسحبهم بأسلوب تربوي وليس اجباراً إلى ممارسة هوايات لشغلهم من خلالها عن الأحداث الجارية ومتابعة الأخبار الصاعقة والتي لا تنفعهم ولا تهمهم كثيرا وجعلهم ينشغلون بالرسم، وبالقراءة، واللعب والرحلات الترفيهية ولكن كما قلت لا نخفي عنهم مجريات الأحداث والا نكون قد نمينا فيهم شعور الهرب من مواجهة الحقائق كما هي ولكن حصولهم على معلومات بسيطة أفضل لهم من جعلهم يعيشون وسط خيمة من الجهل والتعتيم مما يلف حياتهم أو تركهم لآخرين قد يشوشون عقولهم وفكرهم.
وبحكم التخصص أشير إلى عدم تشجيع الأطفال على الانزواء والعزلة وإذا ما لاحظنا هذا علينا أن نجرهم من هذه الزوايا المظلمة التي تعطي مؤشراً على أن هناك مشكلة ما ونشركهم في رحلاتنا وزياراتنا وحواراتنا وأن نوجد لهم مساحات رحبة من ممارسة اللعب في الملاهي والأندية المخصصة وأن نخفف من وطأة وانعكاسات الأحداث عليهم وتأثرهم بها سلباً حتى نقوى واياهم على تجاوز الأزمات والمحن ونربي فيهم شخصية مواجهة الأحداث حتى إذا ما كبروا يستطيعون مواجهة الأزمات بشجاعة.. حمانا الله وإياكم.