عجباً لأرواح تسكب مشاعرها على أرصفة الطرق، وتنثر وجدها على عتبات الأبواب تستجدي أنفاس الآخرين دون أن تفلح! نفوس لا تتأخر في التوسل في التضحية وأيضاً دون أن تفلح! عجباً لنفوس تمارس الوجد والوصل (شحاذة) من قريب صد أو صديق رد أو جار شد! لهاث وركض لأن تكون المشاعر الحميمة سلاسل مضيئة لصنوف العلاقات وكثير من القربات دون جدوى. الكل تمسك بنصيبه من الحياة دون الالتفات للآخر والآخر أمسك كذلك دون النظر للسابق الآخر. ولن يكون هناك عجب أن تفتقر القلوب لحب الآخرين واحتواء محتاجيهم، ولا عجب أن تبقى النفوس خربة خاوية من مشاعر! والأعجب هذا التناحر المحموم بين الأهل بل بين أفراد الأسرة الواحدة وإن غطاهم سقف واحد فهم أعداء أنفسهم، فصمت الضغينة كم أتى على القلوب ونحرها وأفقدها حرارة دمائها!! أخ مع أخيه، ابن مع والده، والد مع ابنه، وللأصول من الأقارب حقهم من هذا الصد من الأعمام والأخوال. فعجباً ثم عجباً!! أن تباع وتُشترى المشاعر في سوق الجدب! وعلى مَنْ العتب!
|