| |
تنشيط اللجنة الرباعية
|
|
أعاد اجتماع اللجنة الرباعية منتصف الأسبوع المنصرم بالقاهرة إلى الأذهان أن هذه اللجنة ما زالت حية، وهي التي يفترض أنها تنبض بالنشاط والحياة باعتبار أن مهمتها تتمثل في تنفيذ خطة خارطة الطريق للسلام وباعتبار أن الموضوع الذي تتصدى له وهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو من (أنشط) الصراعات في العالم، بل وأكثرها مأساوية. لكن اللجنة التي تتكون من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، تظل متوارية عن الأنظار إلى أن يستجد ما يذكر بها، فإذا بالناس يتذكرونها، ومع ذلك فإنها تعود مرة أخرى لحالة البيات التي تستغرق معظم وقتها. فقد كانت المذبحة الأخيرة التي ارتكبتها إسرائيل في بيت حانون من البشاعة إلى الدرجة التي دفعت الجميع إلى التلفت يميناً وشمالاً بحثاً عن مبادرات للسلام يمكن نفض الغبار عنها وإعادتها إلى الحياة، من أجل إنقاذ هذا الشعب المسكين، وكان من بين ما تم العثور عليه هذه اللجنة التي تسمى الرباعية باعتبار أن مبادرتها المسماة خارطة الطريق هي الوحيدة الأقرب إلى الأيدي في الوقت الراهن. وهكذا فقد انعقد الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس الفلسطييني أعضاء اللجنة للالتقاء في القاهرة لبحث إحياء عملية السلام، وكان من بين النقاط التي تناولها النقاش مدى إمكانية إدخال أعضاء جدد في اللجنة. وتعكس تشكيلة اللجنة ذاتها أن أياً من أعضائها يفتقر إلى الحافز الذي يدفعه للتفاعل مع القضية الفلسطينية، كما أنهم لا يحسون بالآلام المبرحة التي تتسبب فيها الاعتداءات اليومية الإسرائيلية، بل إن بعض أعضاء اللجنة مثل الولايات المتحدة لا ترى في كل هذه البشاعة المتمثلة في الاعتداءات الإسرائيلية سوى إجراءات عادية للدفاع عن النفس، وقد استمعت إسرائيل وهي في فورة اعتداءاتها على غزة إلى تصريحات أمريكية بهذا المعنى، الأمر الذي شجعها على الإمعان في إيذاء الفلسطينيين، فلم تتورع في قتل 19 منهم في ضربة جوية واحدة بينهم النساء والأطفال وقد كانوا جميعاً نياماً. ويبقى من الواضح أن اللجنة تحتاج إلى تنشيط، وهي غير قادرة على القيام بذلك ذاتياً، ويبدو أن اجتماع القاهرة فطن إلى هذه المسألة حيث دعا إلى مشاركة أطراف من المنطقة في الاجتماع المقبل للجنة، وقد تكون الخطوة مجدية من أجل التنشيط ومن أجل وضع اللجنة في الصورة الكاملة لما يحدث وتبصيرها بالآثار الوخيمة والأبعاد المأساوية لهذه الاعتداءات الإسرائيلية التي لا تتوقف والتي تعبر فقط عن كيان إرهابي يقتل كل يوم دون أدنى خوف أو خشية من أن يحاسب.
|
|
|
| |
|