| |
صور من النجاح د. علي بن شايع النفيسة
|
|
أعظم نجاح ممكن أن يحققه الإنسان هو النجاح في علاقته بربه بامتثال أوامره واجتنباب نواهيه، وكل ما سأورده في هذا المقال يدور في هذا الإطار فكل صورة نجاح هي في المحصلة نوع من الامتثال لأوامر الله سبحانه خصوصا مع إخلاص النية لينال الانسان أجري الدنيا والآخرة، فمن صور النجاح التي قد يوفق لها من وفق بر الوالدين أو أحدهما ولست بصدد استعراض الأدلة الشرعية بهذا الخصوص فهي أشهر مما يحتاج الى إيضاح لكن أذكر بأن الابن او البنت مهما بذلا من بر في هذا الشأن فلن يفيا الوالدين حقهما ليس لما قدماه لهما من معروف فحسب ولكن لما يحمله الأبوان من مشاعر صادقة كل الصدق تجاه ذريتهما من حب وأمنيات صادقة تخالطها العاطفة الجياشة التي قد لا يدرك الابن او البنت حجمها وحقيقتها إلا بعد ان يكون له بنين او بنات يحمل لهم من المشاعر ما يجعله يتصور حجم عاطفة والديه تجاهه. ومن صور النجاح نجاح الانسان بعلاقته بمن حوله من الاخوة والاخوات والاصدقاء بمشاعر صادقة لا تدفعها المصلحة والأهداف الانانية بحيث تظهر مودته صفراوية الابتسامة وسطحية الأحاديث. ومن صور النجاح التحدي الشريف في المنافسة على معالي الأمور في الشهامة والمروءة والكرم ودماثة الأخلاق والاإحسان الى الآخرين دون التأثر بما جلبته المدنية من أنانية لم نعهدها في مجتمعاتنا البسيطة في حجمها وفي حياتها. ومن صور النجاح إدراك تطلعات الوالدين وتثمين حرصهما وجهدهما وما يبذلانه من مساع وتعب وما ينفقانه من مال لنجاح ابنائهم وبناتهم بحيث يدرك الأبناء والبنات هذا الأمر لتحقيق ما يصبو إليه الوالدان من آمال. ومن صور النجاح البعد عن مواطن الشبه ومسببات التنغيص والمذلة والهوان سواء منها ما يتعلق بالفكر أو السلوك كتعاطي المخدرات والمسكرات والبعث بالاخلاق بما يسمى (المغازلات) وما يدور في فلكها من جرائم الأخلاق، كذلك ما يتعلق بالفكر من مصاحبة اصحاب الشطحات الفكرية من التكفيريين وأصحاب الشبهات المضللة الذين يسفهون العلماء وهم السفهاء ولكن لا يعلمون. ومن صور النجاح تطوير الانسان لنفسه فيما هو متخصص به وعدم الركون للدعة والراحة وترك المنافسة الشريفة فربما نستطيع ان نقول ان جميع التخصصات بدون استثناء كل يوم فيها جديد يحتاج الى بحث وتعلم وادراك ليواكب الانسان المستجدات في تخصصه حتى لا يجد نفسه بعيدا عما يتطلبه الحال ومع طول فترة الاسترخاء تتسع فجوة عدم التواصل بينه وبين المستجدات في تخصصه مما يدخله في دوامة (أمية التخصص). ومن صور النجاح الواقعية في التعامل مع الحياة بما تتطلبه من أمور مالية ومتطلبات استقرار أسرية، فقد يكون التطلع الى تقليد الآخرين ومجاراتهم دون الاكتراث لفروقات الدخل المادي لعائل الاسرة مع الآخرين سبباً في تحمل الديون لأسباب كمالية على حساب أشياء ضرورية مما يوجد خللاً في حياة الاسرة الاستقرارية لما تحدثه الديون من عبء نفسي وملاحقة قضائية تنغص الحياة وتذهب المطلب الأكثر احتياجاً وهو (السعادة).
|
|
|
| |
|