نادي الوطن ومسؤولية اللقب!

عندما فاز نادي الاتحاد السعودي بالبطولة الآسيوية في النسخة قبل الماضية على نادي سوينجنام الكوري بخماسية نظيفة على أرض الكوريين وبين جماهيرهم فرح الوطن من أقصاه إلى أقصاه لأن الانتصار الاتحادي يضاف لسجلات المملكة العربية السعودية المليئة بالبطولات القارية ويقف إلى جوار أشقائه في الأندية الأخرى التي سبق لها تحقيق تلك المنجزات كالهلال والشباب والنصر، وقد حظي الاتحاديون بشرف السلام على قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله ورعاه - وتفضل - أيده الله - بمناسبة تحقيق ذلك المنجز بإطلاق لقب (نادي الوطن) في لفتة أبوية كريمة على نادي الاتحاد إيماناً منه - رعاه الله - بأهمية تشريف الوطن في كل المحافل الدولية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، وكان منتظراً من الاتحاديين أن يكونوا كذلك إذ إن لقب (نادي الوطن) ليس تشريفاً فحسب بل أمانة ثقيلة سلمها أبو متعب لنادٍ يفترض أن يكون بجميع أعضائه من إداريين ولاعبين وجماهير أمثولة حية للمواطن السعودي الصالح الصادق في وعوده الأمين في تعامله مع الجميع داخل الوطن وخارجه، لكن الذي حدث - بكل أسف - أن رئيس نادي الاتحاد ضرب بكل هذه المثل والمعاني عرض الحائط بتصرفات لا تليق بالمواطن السعودي العادي فضلاً عن شخص له وزنه في الرياضة السعودية كونه يرأس أحد الأندية الكبرى في المملكة، إن الدولة بكافة مؤسساتها كانت ومازالت تبذل قصارى جهدها في سبيل إبراز صورة وطننا العزيز الحقيقية للعالم بأسره خصوصاً بعد الدعايات المغرضة التي تروج الشائعات ضد كل ما هو سعودي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى يومنا هذا، وفي غمرة هذه الجهود المباركة يفاجأ كل مواطن سعودي غيور على وطنه بما ذكره سمو رئيس نادي الهلال نقلاً عن رئيس نادي برشلونة الإسباني الذي قال لسموه - متهكماً -: إن إحدى الشخصيات الرياضية في السعودية فعلت المستحيل حتى لا يتم هذا اللقاء بيننا!! في الحقيقة كان هذا الخبر صدمة - كما أسلفت - لكل مواطن سعودي غيور على وطنه ولم تدم فترة طويلة على تلك الفضيحة حتى نفاجأ بصدمة أخرى من العيار الثقيل ولكن هذه المرة جاءت من الشرق - حتى خيل لي بأننا أصبحنا (مضحكة) على امتداد خطوط العرض في الكرة الأرضية! - عندما ذكرت صحيفة (الجزيرة) أن أحد أفخم الفنادق في اليابان قد رفع شكوى لسفارة خادم الحرمين الشريفين في اليابان على رئيس نادي الاتحاد السعودي مطالباً إياه بتسديد قيمة سكن الوفد الاتحادي إبان مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية والمبلغ المستحق الذي لم يدفعه منصور البلوي لذلك الفندق 251 ألف دولار أي ما يقارب المليون ريال سعودي!! وهنا أفتح قوساً وأضع عدة تساؤلات بريئة: (أي صورة سيحملها رئيس النادي الإسباني أو مدير الفندق الياباني عن السعودية والسعوديين؟!
أليس من المؤلم حقاً أن تنحر سمعة الوطن من الوريد إلى الوريد! وعلى يد من؟! رئيس (نادي الوطن). إن الموضوع أكبر من تنافس بين الأندية، المسألة وصلت لسمعة وطن عشنا على ثراه واستنشقنا هواءه وروى الأجداد بدمائهم ظمأه! ألا يستحق أن نغضب لأجله؟!) إن أملي كبير في المسؤولين أن يضربوا بيد من فولاذ على كل من يسيء لهذا الوطن الذي شيده أبو تركي جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على الحق والعدل والصدق، والله ولي التوفيق.