| |
النقد كلمة صغيرة في كتابتها.. كبيرة في معناها
|
|
إذن ومن هذا المنطلق، أقول النقد ليس بالسهولة التي قد يتصوّرها البعض منا.. وقديماً قيل إن النقد من أنواع الاستحسان وظاهرة صحية وخصوصاً إذا كان هدفه الإصلاح مبنياً على أساس من الصدق وأمانة الكلمة بعيداً كل البعد عن التجريح واستفزاز الآخرين أو خدش كرامتهم بكلام خارج عن الروح الرياضية. وفي اعتقادي الشخصي - ويشاركني في ذلك أصحاب الرأي السديد - أن النقد ليس التعصب والهرولة خلف سراب العاطفة والتسرّع في إصدار الأحكام على الآخرين بعبارات قاسية فظَّة. قال تعالى:{وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} (11) سورة الحجرات. وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء). لنبتعد عن التجريح والتشهير والجدل غير المثمر قال بعض العلماء: (ليكن أمرك بالمعروف، وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر: نعم إن الذي نقرؤه في الآونة الأخيرة وعبر الصفحات الرياضية بالذات هو عبارة عن مبارزة كلامية تحمل في طياتها الطعن والتجريح والاستفزاز بعبارات بعيدة عن الروح الرياضية والأخلاق الحميدة التي حث عليها ديننا الحنيف، نعم لو رجعنا للوراء لوجدنا أنه في الآونة الأخيرة. نطالع مقالات في معظم الصفحات الرياضية وبالذات من كتَّاب الأعمدة، حيث إن ما يكتبونه يحمل طابع الاستفزاز وهضم حقوق الآخرين مستغلين في ذلك مواقعهم في الجريدة. أي نعم كل شخص له ناديه المفضّل الذي يشجعه وينتمي إليه وهذا حق مشروع للجميع ليس لنا دخل فيه، ولكن ليس على حساب خدش كرامة الآخرين أو سلبهم إنجازات أنديتهم ونعتهم بعبارات قاسية نابية. إذن لا بد أن نرتقي بأفكارنا إلى ما وصلنا إليه من إنجازات رياضية وألا نسلب إنجازات الغير من خلال كتاباتنا وترديد بعض العبارات الخارجة عن الروح الرياضية والدخيلة على مجتمعنا المسلم من فئة لا تعرف عن الرياضة سوى أنها الحصول على بعض النقاط أو الأهداف. نريد مجتمعاً رياضياً تسوده روح المحبة والتآخي بعيداً عن التشنج والتعصب.. مجرد سؤال؟ مجرد سؤال لبعض هؤلاء الكتَّاب الرياضيين: أين هي الأسس الحوارية عند التخاطب والتحاور، أين هو النقد الهادف البنّاء البعيد عن العواطف الشخصية والهرولة خلف سراب التعصب الأجوف: كيف نطلب أن يكون لدينا جمهور واع مثقّف يعرف ما له وما عليه.. وهذا أسلوبكم في الكتابة إنكم تطلبون المستحيل بدون شك. إنني أتساءل وحق لي أن أتساءل ويشاركني كل الإخوة الرياضيين الواعين المثقفين ثقافة رياضية كبيرة: كيف نطالب بأن يكون لدينا جماهير رياضية واعية وهي تطالع بين الفينة والأخرى هذه المقالات من بعض هؤلاء الكتّاب. التي تحمل في طياتها روح التفرقة والتعصب والميول المكشوف لهذا النادي أو ذاك، هذه الكتابات الجوفاء التي تشعر بأنها فرضت على القارئ الرياضي بدون وجه حق.. نادي كل الرياضيين بعقلانية وروح رياضية وبعيداً عن التعصب والميول والعاطفة أو أي تأثير آخر وبلغة تسودها روح الأخوة، أستطيع القول إن الليث الأبيض أو شيخ الأندية كما يحلو لمحبيه أن يطلقوا عليه بصفته أقدم ناد في المنطقة الوسطى.. قال محدثي - وهو على قدر كبير من الوعي - أستميح الشبابيين العذر في أن أطلق على ناديهم (نادي كل الرياضيين) غير المتعصبين: هذا النادي الذي يجبرك على أن تقف له وتصفق عطفاً على ما يقدّمه من فنون في لعبة كرة القدم. للحقيقة أقول إنها دروس يصدرها أبناء الليث الأبيض من أجل مصلحة ناديهم وإسعاد جماهيره وإعادته إلى وضعه الطبيعي منافساً قوياً ورقماً ثابتاً في كل البطولات.. أما أنا بدوري فقد شكرت هذا المنصف لنادينا: وأجدها فرصة فأقول لأبناء الليث الأبيض: ثقوا أن ناديكم في أيدٍ أمينة يسير بخطوات ثابتة وسياسة حكيمة بعيداً عن المكابرة.
ناصر عبد الله البيشي- فاكس: 2135117
|
|
|
| |
|