| |
استهداف علماء العراق !!
|
|
حادثة اختطاف موظفي التعليم العالي في العراق بطريقة جماعية منظمة وتحت سمع وبصر الدولة اعتبرت علامة فارقة في مجمل التطورات في هذا البلد المنكوب والمغلوب على أمره، فقد تمت عملية الاختطاف بصورة شبه منظمة، وشملت جميع من كانوا في مبنى وزارة التعليم العالي، وهي بصفتها هذه استدعت إلى الأذهان اتهامات سابقة للشرطة بأنها متورطة في بعض مما يحدث من عمليات قتل وإرهاب، فالحادثة لا يمكن أن تمر هكذا في السجل الأمني العراقي دون أن تخضع للمزيد من التحليل والنظر، فضلاً عن التداعيات التي تحدثها على الوضع الإداري التنظيمي في القطاع الشرطي المحاط بالكثير من الاتهامات. وإذا تم النظر الى الوضع العراقي ككل، فلا شك أن استهداف التعليم العالي، هو محاولة لتوجيه ضربة في مقتل للعراق، ومن الواضح أن من ضمن الأهداف التي يمكن استخلاصها تعطيل او تعليق الدراسة بالجامعات، وكان أول رد فعل هو تعليق الدراسة بالفعل بقرار حكومي إلا أن المعنيين بشؤون التعليم العالي استدركوا سريعاً أنهم بوقفهم الدراسة إنما يسهمون في تحقيق الأهداف الشريرة من وراء عملية خطف كهذه. وفي هذا الإطار أيضاً فإن استهداف التعليم العالي العراقي ورجالاته وعلماءه ليس أمراً جديداً، فقد كان لافتاً في هذه الفوضى العارمة التي بدأت مع غزو القوات الامريكية تسجيل عمليات اغتيال منظمة للعلماء العراقيين، والإحصاءات بهذا الصدد تشير إلى تصفية العشرات من خيرة علماء العراق، فضلاً عن هجرة الكثيرين أيضاً تجنباً لهذا الاستهداف، وهو ما يدعو إلى النظر إلى هذه العمليات الإجرامية على أنها ضمن مخطط شامل يستهدف تدمير العراق وتجريده من أسباب قوته ومنعته، خصوصاً وأن العلماء العراقيين سجلوا طوال عقود إنجازات متميزة أوحت بنهضة داخلية بل وبقوة اقليمية يحسب لها ألف حساب، وقد كان من ضمن المحطات البارزة لتلك المسيرة الأبحاث النووية المتطورة التي بلغت أوجها في إنشاء مفاعل تموز النووي الذي دمرته إسرائيل قبل بضعة عقود من الزمان. لقد أغرت الفوضى في العراق قوى إقليمية لتنفيذ مخططات جاهزة كانت تتحين الفرص لتنفيذها، غير أن قوة مثل إسرائيل، لم تنتظر حتى تلك الفوضى لتنفيذ مخططاتها بل ضربت مفاعل تموز في ظل ظروف عراقية مستقرة، لكنها في الوضع الحالي تجد نفسها أكثر حرية لتنفيذ أكثر مما كانت تحلم به، وإليها يرجع الكثيرون عمليات تصفية العلماء العراقيين، وإليها أيضاً تنسب عملية نهب التراث التاريخي العراقي، وذلك في إطار محاولاتها تزوير تاريخ المنطقة لصالح الدفع بالدعاوى الصهيونية التاريخية.
|
|
|
| |
|