| |
الرئة الثالثة حفل (فرح عسير) الأسطوري! عبدالرحمن بن محمد السدحان
|
|
* كانت عسير بأسرها يوم الخميس قبل الماضي، على موعد مع الفارس الأغر، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، الذي شرّف الأرض والإنسان هناك بزيارته التفقدية الكريمة يرافقه ولي عهده وعضده الأيمن الأمين، الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله، وجاءت هذه الزيارة امتداداً لجولات الخير المباركة في ربوع الوطن التي استهل بها ملكنا الإنسان عهده الميمون، كما تخلل الجولة المباركة افتتاح العديد من مشروعات الخير في المنطقة، مما يعد بمستقبل لمنطقة عسير أكثر إشراقاً وأثرى عطاءً بإذن الله. ** * وقد تشرفت بمشاهدة فعاليات مهرجان الفرح الكبير الذي نظمه أهالي عسير مساء الخميس الموافق 11- 10-1427هـ، احتفاءً بمقدم العاهل الجليل وسمو ولي عهده الأمين، وشهدت ساحة ملعب مدينة الأمير سلطان الرياضية مسيرات كثيفة لرجال القبائل، شيوخاً وأعياناً وأفراداً، زحفوا إلى أبها آلافاً ليشاركوا أميرهم الغالي خالد الفيصل وسمو نائبه وأهلها الكرام مراسم الاحتفاء بالضيوف الأجلاء. ** * وقد تخللت الحفل المهيب فقرات عديدة من الخطب والقصائد الشعرية، كان أبرزها وأجملها على الإطلاق كلمة سمو الأمير خالد الفيصل، التي اعتبرها الكثيرون ملحمة مستقلة من الإبداع الفكري والأدبي، كما تألق الحفل باللوحات الأخاذة من الأهازيج الشعبية العريقة، التي أداها أمام العاهل المفدى المئات من أبنائه وإخوانه رجال القبائل المدججين بالخناجر والسيوف، منهم السبعيني ومنهم ابن العشرين! ** * تمنيت أكثر من مرة لو كان لي سبيل إلى بعض تلك الصفوف المحتشدة، فأشاركها مراسم الفرح، صوتاً وحركةً، فلست غريباً على تلك المنطقة، إنساناً وفناً وتراثاً، فقد أبصرت الحياة في ربوعها الجميلة، قبل نحو نصف قرن أو يزيد، وشاركت إنسانها على صغر، أهازيجه ونعيمه وشقاءه، حتى قيَّض الله لي أن أنتقل منها إلى أكثر من مكان خارجها، ولما يكد سني يعدو العاشرة، كي التحق بأبي رحمه الله.. حيثما كان، لكنني لم أفقد برحيلي عنها آصرة الحب ولا فضيلة الوفاء لها، أرضاً وإنساناً وتراثاً، وحين أعود إليها زائراً بين الحين والآخر، يغشاني شعور دافئ وعميق بالألفة والمحبة والحنين، وكأنني لم أهجرها أبداً، وذلكم إرث الحب للأرض العسيرية ومَنْ عليها زَرعتُه سيدتي الوالدة رحمها الله في سفوح قلبي، وبقي ذلك بعد رحيلها شاهداً لها ومذكراً بها، في ذلك المساء صدح في خاطري لحن الحنين للأرض التي شهدت ميلادي، تتخلله مشاعر من الفخر والفرح والكبرياء وأنا أجلس على بعد خطوات من سيد هذا الكيان، عبدالله بن عبدالعزيز، الذي منح هذه المنطقة بحضوره الميمون.. فجراً من الأمل، وفخراً ليس كمثله فخر! ** * أود أن اختم هذا الحديث بكلمات عن (مهندس التنمية) العسيرية المبدع، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة عسير، الذي أشرف على كل دقيق وجليل مما له صلة بمهرجان الفرح العسيري المهيب، فكرة وآليات ووقائع، يؤازره في ذلك سمو نائبه النبيل، الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، وسعادة وكيل الإمارة، الصديق والأكاديمي والإداري المخضرم، الدكتور عبدالعزيز الخضيري، ومعهم مئات من الجنود المجهولين المخلصين في كل موقع. فبعد عودتي إلى الرياض، كتبت لسمو الأمير خالد الفيصل رسالة خاصة أشيد فيها بما سمعت وما رأيت، واستأذن سموه حفظه الله باقتطاف مقطعين من تلك الرسالة، حيث قلت في أحدهما مخاطباً سموه الكريم: (إن الاحتفاء المهيب بقائد هذه الأمة وعضده الأيمن حفظهما الله في عسير اليُسْر كان تظاهرة مبهرة جسَّدت معاني الفرح في قلوب أبناء وبنات المنطقة، جماعاتٍ وأفراداً، وهم يشاهدون نتائج ما غرستموه سموكم عبر السنين مما يضوع بعبق الخير والنماء أمام الأسماع والأبصار، وتلتهب له الأكف والحناجر تعبيراً عن السرور الجارف بالزيارة الميمونة، معنىً ورمزاً، وكان برنامج (فرحة عسير) احتفاءً بالقيادة الكريمة.. عرساً وطنياً متميزاً بكل المقاييس)!. ** * ثم تابعت في مقطع آخر قائلاً: (إن التجربة التنموية التي أوقدتم سموكم شموعها في هذا الجزء الغالي من بلادنا منذ أكثر من ثلث قرن تقريباً قد آتت أكلاً جميلاً يشهد به الجبل والسهل والساحل، ويشدو به الإنسان العسيري حيثما كان، ورغم ذلك، ما برح ذهنكم العاشق لهذه المنطقة، المبدع في ترجمة أحلامها، يختزن الكثير من طموحات الخير، وما ذاك على الله.. ثم على أولي العزم.. بعسير)!.
|
|
|
| |
|