| |
شرعية أمريكية للمذابح الإسرائيلية
|
|
لم يكن غريباً أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار دولي يندد بمجزرة بيت حانون على يد القوات الإسرائيلية، والتي راح ضحيتها تسعة عشر مدنياً فلسطينياً. فأمريكا استخدمت الفيتو اثنين وثمانين مرة معظمها لحماية إسرائيل ضد أي تنديد. وبالتالي، فإن أمريكا تصر على إضفاء الشرعية على المجازر الإسرائيلية في فلسطين. وهذا يعطي ضوءاً أخضر جديداً لقوات الاحتلال بالمضي في مذابحها، كما يصيب الفلسطينيين باليأس، كون المجتمع الدولي لا يستطيع أو يمتنع عن حمايتهم. وبالتالي، لا عجب في أن يستمر العنف، وتتقلص فرص السلام. والمشكلة أنه يفترض في الولايات المتحدة أن تلعب دور الوسيط والبحث عن حلول ترضي جميع الأطراف، وهذا الفيتو كسابقيه يؤكد مجدداً انحياز أمريكا الأعمى لإسرائيل، ويشكك الكثيرين في قدرتها على حل القضية حلاً يرجع بعض الحق إلى أصحابه. ويظهر هذا الفيتو وكأنه هدية تقدمها الإدارة الأمريكية لرئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت الذي سيقابل الرئيس بوش اليوم. ولا يبدو أن حصول الديمقراطيين على أغلبية الكونجرس ستخفف من الانحياز الأمريكي لإسرائيل، فحتى الحزب الديمقراطي لا يخفي هذا التحيز. ولطالما مد العرب أيديهم للسلام، وقدموا المبادرات وخاصة المبادرة العربية للسلام والتي أجمع عليها العرب في مؤتمر القمة العربية في بيروت، ولكن الطرف الإسرائيلي لا يريد سلاماً، وإنما يريد فرض أجندته بالقوة، وتحقيق ما يسمى بالانتصارات السهلة من خلال ضرب المدنيين العزل. ولم تتعلم إسرائيل من المجازر السابقة عبر تاريخها الدموي أن الشعب الفلسطيني لن يخضع لإسرائيل، وأنه مستمر في المقاومة حتى ينال حقوقه العادلة. ولكن من الواضح أن إسرائيل تريد أن تحسن من صورتها العسكرية التي اهتزت كثيراً بعد اعتداءاتها على لبنان، وترغب في تعويض الفشل بانتصارات موهومة، وخاصة وأن الحكومة الإسرائيلية قد انضم إليها حزب (إسرائيل بيتنا) اليميني المتطرف بقيادة ليبرمان.
|
|
|
| |
|