| |
بين قولين إقفال عبدالحفيظ الشمري
|
|
هاتفني أحد الأصحاب وهو يخفي دهشة حقيقية: - الله يرحم والديك، أريد أن أبوح بهمّ أمر بات يأكل معي ويشرب، وتؤرقني تفاصيله منذ أن عرفت مدارس (العيال والبنات) قبل عشرات السنين. قلت بما يشبه المهادنة، وتطييب الخاطر: - يا أخي القضايا كثيرة، ليس لها أول، ولا آخر، إلا أن لكل قضية حلاً. ما لبث أن تداعى مذكراً إياي بأن قضيته قديمة جداً، منذ تم افتتاح أول مدرسة للبنات في مجتمعنا: - يا أخي ذهبت بأم العيال إلى مدرسة البنات، وظللت أنتظر مع المنتظرين لخروجهن من حصن البنات مع هؤلاء الرجال الذين تداخلت سحناتهم الآسيوية المكافحة بما سواها، إلا أن ما فاجأني عند رفع آذان الظهر هو إرعاد حارس المدرسة، وإرجافه بالجميع وهو يقفل باب المدرسة بالرتاج والترابيس موجهاً الجميع بضرورة المغادرة والعودة للانتظار بعد أن يفرغ من الصلاة في الجامع شرق المدرسة. لم يعبأ (عمَّنا) بكل من في المدرسة من المديرة إلى التلميذة الصغيرة، حينما انصرف ببرود.. أنا يا أخي أسأل عن سر هذا الإقفال على بناتنا وزوجاتنا في المدارس وقت الصلاة، أهو من قبيل إقفال البقالات، ومحلات الحلويات أم تراه تقليداً قديماً درجت عليه إدارات المدارس؟ ذكَّرت الرجل بأن أمر الإغلاق على البنات ربما هو من قبيل الحرص الوارد، وقد يكون له ما يبرره، لكن الإقفال لحظة الآذان على الأمهات وتركك في الشمس كأي سائق مكافح نشيط هو ما يثير الدهشة حقاً عن سر هذا التقليد الاحترازي القديم.
|
|
|
| |
|