| |
أدام الله عز ومجد هذا الوطن عبدالله بن حمد الحقيل /أمين عام دارة الملك عبد العزيز الأسبق.
|
|
في كلِّ يوم تشرق فيه الشمس على هذه الأرض الطيبة المباركة وعلى هذه البلاد التي تسير اليوم في مواكب التطوُّر والتقدُّم والازدهار وقد قطعت أشواطاً واسعة وكبيرة في مجالات التطوُّر والنهضة والرقي والتحديث، وفتح نوافذ العلم والمعرفة، فكان لها شرف العمل الرائد والاهتمام بالتقنية المحرِّك الرئيس لكلِّ نهضة وصناعة وتقدم. إنّ بلادنا اليوم أصبحت مظهراً رائعاً من مظاهر التقدم والتطوُّر وهي تواصل المسيرة بكلِّ عزيمة وقوة ونشاط، لتحقيق المزيد من الأهداف الخيِّرة والغايات النبيلة في ميادين الإنتاج والعمل والعطاء، وفي مجالات التعليم، وفي قطاع الصحة والاقتصاد والزراعة .. سلسلة متواصلة وحلقات مترابطة تعطي هذه الأرض النماء والقوة والازدهار، والقيام بدور إيجابي في ميدان البحث في مجال العلوم والأدب، وإثراء الثقافة والمعرفة، ولقد تحوَّل الحلم إلى حقيقة، فمثلاً مدينة الجبيل الصناعية تُعد تحدياً كبيراً، حيث تم تحويلها من قيعان، وقد زرتها في عام 1375هـ ورأيتها منذ أيام أكبر مشروع هندسي في العالم، وأكبر مركز لجذب الاستثمارات .. حقاً إنّ من يقارن بين الماضي والحاضر يقول لقد تحوّل الحلم إلى حقيقة، ولنا أن نفخر بالعنصر البشري السعودي الذي يدير هذه المشاريع والصروح الشامخة. ومن هنا فقد حظيت هذه الأرض باحترام وتقدير الكثير من الدول، بفضل تمسُّكها بالدِّين القويم وتطبيقها لمبادئ الشريعة الإسلامية قولاً وعملاً، ثم بما أحرزته من وثبة جبارة في ميادين النهوض، فمسيرة العطاء التي بدأت تؤتي أُكلها تظهر بارزة في نواحي الإنتاج الصناعي والزراعي، وهذه الأعداد الكبيرة التي تتخرّج كلّ عام من جامعاتنا في شتى التخصصات، وتأهيل القوى البشرية لتكون قادرة على إدارة المشاريع. فمسيرة التعليم جاءت نتيجة الإصرار والعزيمة، إذْ إنّ انتشار التعليم هو حجر الزاوية في البناء القوي الراسخ، وهو أساس حضارة الأمم ودليل رقيها وأصالتها. وعندما اطلعت منذ أيام على إحصائية عدد الخريجين تفاءلت كثيراً، فهذه السواعد القوية التي سوف تسهم في بناء المجتمع وتدخل ميدان الحياة العملية، وتستقبل الغد بعزيمة وتفاؤل مفعم بالأمل، ان الإنجاز الذي حققته هذه الصروح العلمية في بلادنا، يجعلنا نفتخر بحق ونحن نواصل السير في الدرب الطويل، ونضيء من خلال ذلك معالم الطريق نحو حياة مثلى، وغد باسم كريم مفعم بالحب والوفاء والتضحية والإيمان. وفّق الله الجميع لما فيه خير هذه البلاد التي تعيش حاضراً زاهراً، كما كانت بالأمس ذات مجد وعلم قد بلغ أعلى الذرى، وها هي اليوم تثري هذه المسيرة الصاعدة وتضعها على النهج القويم والطريق الصحيح نحو تحقيق الآمال وربط البرامج والمناهج بحاجات المجتمع للتنمية وتطويرها .. والله ولي التوفيق.
|
|
|
| |
|