وزارة الثقافة والإعلام تضيء مشاعل الأمل!!
فهد الحوشاني

تأخر ميلاد الثقافة كوزارة كان سبباً للركود الذي كنا نعيشه طيلة العقود الماضية.. الآن وبعد أن أصبحت حاضرة بيننا ها هي تسابق الزمن لتعمل على تغيير خريطة المشهد الثقافي في المملكة، حيث انهت تشكيل مجالس الأندية الأدبية وضخ دماء جديدة فيها، بعد أن بقيت تلك الأندية عقوداً بلا تغيير، بل كانت تحارب التغيير مع أنه من سنن هذه الحياة! وها هي الآن تشارك بفعالية في كثير من المناسبات الداخلية والخارجية، كما أقرت العديد من الجمعيات للمسرحيين والتشكيليين والحرفيين وغيرهم.
ومؤخراً شكلت مجلساً جديداً لجمعية الثقافة والفنون، وكان المشهد الذي رأيناه مساء الاثنين 8 شوال متمثلاً في اجتماع المعايدة الذي دعا إليه رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الجديد الدكتور يوسف العثيمين يعتبر بحق مشهداً استثنائياً وتاريخياً، حيث كانت وزارة الثقافة حاضرة من خلال وكيليها الدكتور عبدالعزيز السبيل والدكتور عبدالله الجاسر وعدد من المسؤولين في الوزارة.. كما أن معالي الوزير إياد مدني كان حاضراً من خلال توجيهاته وتطلعاته التي تطرق لها الدكتور يوسف العثيمين أثناء حديثه للفنانين والمثقفين.
ذلك المشهد جسد التلاحم الحقيقي بين المثقفين والفنانين وجمعيتهم وإن تأخر في الواقع عشرات السنين.. ربما كان من المفترض أن نشاهده بالأبيض والأسود! لكن لا يهم فلا يجب أن نبكي على اللبن المسكوب أكثر من اللازم!
لنبدأ صفحة جديدة مع جمعية الثقافة والفنون الجديدة ولننتظر ماذا سيقدم مجلس إدارتها! الجميع لديه الكثير من الطموحات والآمال التي كانت مؤجلة. وفي الواقع لسنا بحاجة إلى أسماء جديدة، فقط نحن بحاجة إلى واقع ثقافي ومسرحي جديد تقوده تلك الأسماء، على أنني كنت أتمنى حضور جميع أعضاء المجلس لذلك الاجتماع لكي نتعرف ونشاهد الأشخاص الذين سيقومون بالعمل على تحقيق طموحات المثقفين والفنانين. ومع التقدير لتوجه وزارة الثقافة والإعلام في تغيير مجلس الإدارة إلا أنني أعتقد أنه من الأنسب أيضاً تقديم الشكر والعرفان لكثير من مسؤولي وموظفي الجمعية وتكريمهم بدعوتهم للعمل (كمستشارين) في وزارة الثقافة والإعلام، وذلك أولاً: للاستفادة من خبراتهم في مجال قيادة العمل الثقافي بالمملكة طيلة العقود الثلاثة الماضية، وتلك الجهود لا تخفى على أحد. وثانياً: لإعطاء الفرصة للمجلس الجديد أن يعمل وفق رؤية جديدة بموظفين جدد يتوافقون مع فكرة التغيير التي جاءت بالمجلس نفسه!.