الشاعر الكبير عبدالله بن علي بن دويرج .. من أعلام الشعر الشعبي في عصره يتصف شعره بالجزالة والعمق في المعنى والتجديد في موضوع قصائده وكذلك الأصالة الشعرية .. أغلب قصائده تميزت بالبحر الطويل والقوافي الصعبة .. شاعر موهوب .. عايش الفقر وقال العديد من القصائد في معاناته في معايشة الحياة الصعبة في عصره الذي عاش فيه .. توفي - رحمه الله - عام 1356هـ في مدينة عنيزة. . إليكم مقتطفات من شعر هذا الشاعر العلم
نبدأ بأبيات من قصيدة يشكي فيها من الدنيا ويذكر من لا يدرك المعروف عن تقلُّبات أحوالها :
محا الله نفس تدرك الجود والثنا |
ولا تبذل المعروف باقرب قريبها |
تغالى بها الدنيا وصيورها الفنا |
ولا بد ليعات الليالي تصيبها |
بطلبه وهي لا بد تفلج طليبها |
رمت به كما شنت نكيف رمي بها |
لشاعرنا هذه الأبيات من قصيدة يوضح بها بعض السمات الطيبة ومنها إصلاح ذات البين .. والحلم على الجاهل :
اقول قول اهل المثل والتواصيف |
اصلاح ذات البين بالمجتمع ريف |
يقضي على الشحنا وكثر الدعاوي |
وتحمّل الزلات مابه تحاسيف |
يفوز به من هو على النفس قاوي |
وصبرٍ على الجاهل وحسن التصاريف |
من يفعله يسلم وقوع المهاوي |
ويقول شاعرنا هذه الأبيات متأمِّلاً أحوال زمنه الذي يعيش فيه:
قال الذي كن حاله من صروف الوقت عود الجريد |
اسباب جملة سواميح بها الايام متتابعه |
لقيت ناسٍ يريدون الهوى لا شك عنهم بعيد |
ابعد من السابعة ياللي تميزها عن السابعه |
وأنا بوقتٍ جديد وظاهر للوقت جيلٍ جديد |
الجيل في رابعه .. والوقت له من ساكنه رابعه |
ونختار لشاعرنا هذه الأبيات من قصيدة يستغيث بها ويطلب من الله الفرج ونزول المطر .. حيث يقول :
يالله كان البر ذهبت وحوشه |
بين الدرك والجوع والانقطاعي |
ما عاد تلقى بالمفالي متاعي |
عاشت بها برق الرخم والضباعي |
كلّت وملّت من غثاه السباعي |
منك الفرج نرجي بشاير طروشه |
اليا نشا مثل الشوامخ عروشه |
ولا يركب الطامن عشير الرفاعي |
ماشي يغطي بالوطا ما ينوشه |
واسع .. يردّ ابه الخبر كل ساعي |
ايشيّل افروخ الوعر من عشوشه |
يملا المضايق وكل خٍد وساعي |
تضفي على حد المناهي رشوشه |
وتسيل وديان السهل والتلاعي |
الى انحدر له بالمحانيب هوشه |
مثل البحر فيه الزبد كالسواعي |
تلقى الحيا غب الشهر من رشوشه |
تصبح مهازيل المواشي شباعي |
ومن حكم شاعرنا يقول عن اختيار الصديق :
عاشر اللي اليا جيت يمه عطاك |
وعن أهمية الصدق يقول :
انحر الصدق فالصدق راس العمل |
وعن اختيار الجار يقول:
جاور اللي الى شلت حمل ثقيل |
ترقد الليل الاسمر وهو يسهره |
ومن قصائد شاعرنا الغزلية نختار هذه الأبيات من قصيدة طويلة:
على عشيرٍ بان منه الجفالي |
والمهتوي يقدر على كل حالي |
اللي يبي لو ما يجي له عنى له |
من عافنا عفناه لو كان غالي |
لو هو يريف القلب شوفة خياله |
لو هو صديق لي قريبٍ موالي |
من دور الابدال نلقى بداله |
مانيب من يطرد سمارة ظلاله |
وكذلك من قصيدة غزلية شهيرة نختار هذه الأبيات:
ياهل العيرات باكر كان مريتوا طوارف خلي |
خبروه اني شكيت الهم والساموح عقب افراقه |
مانسيت الصاحب اللي بالموده والهوى صاف لي |
جالي اصفى من غدير المقر واحلى من حليب الناقه |
مانسيته يوم انا انهل من كما ذوب العسل واعلي |
خابر نفسي عيوف ولا تداني عقبه العشاقه |
ومن بحور الشعر الطويلة التي طرقها شاعرنا، مجاراته للشاعر الكبير - سليمان ابن شريم، حيث يقول بن شريم من قصيدة طويلة:
ياهل الفاطر اللي فوقها من كل دشنٍ جديد غالي |
سلمولي عليه اليا لفيتوا صاحبي ياهل المامونه |
عاش من ناشني من عشرته هملول صيفٍ حقوق يالي |
ربعت منه وديان الضماير واستتمت وهي مصيونه |
عين شيهانةٍِ تطلب علفها وكرها في رفيع الجالي |
ما بذرت الجميل الا وانا يوم ابذره عارف ماعونه |
يا وجودي على مافات لي هيهات يوم ان الشراب زلالي |
يوم عيني على طرد المها وملاقفه بالهوى مفتونه |
وانشدو نور عيني عن حواله واشرحوا لي سراير حالي |
هو منون علي بحاجتي واليا هرج فاكتبو مضمونه |
فقد عارضه شاعرنا: عبدالله بن دويرج بقصيدة طويلة أذكر منها قوله:
يا سلامي على اللي غايته ومناه ينقض على الفتالي |
عد ماهب نسناس النسيم وطوّح الراعبي بلحونه |
يا سليمان نقضت الجروح الخافيه منك واعزالي |
صرت مثل الحيا للقلب عليته الى ما استقن غصونه |
تذكر اللي كما عنق الفريد الي تذير من الختالي |
فيه من مبسم الادمي وسلت عاتقه والعيون عيونه |
ما قويت العزا والصبر يوم انك عرضت الغزال قبالي |
ويش عذري من الله يوم اخليها وانا بندقي مشحونه |
رحم الله شاعرنا وأموات المسلمين .. والى اللقاء مع شاعر آخر ..
ولكم تحياتي.
زهران عون الله المطيري - بريدة
|