| |
الرأي الاخر الموهوب العاقل يطور نفسه
|
|
القارئ اللبيب الحاذق الذي يسعى لتطوير نفسه والرقي بها لمصاف المبدعين عملة نادرة في هذا الزمان الذي كثر فيه اللغط وحب الظهور، إذ قلما نجد من يهتم بجمال ما يكتب ويُكتب في الساحة الشعبية من قصائد وموضوعات تهم الأدب بنوعيه، وكل ما يهم الكثير حب الظهور ولو كان على حساب الأدب، بغض النظر عن جودة ما بعثوا به وأرادوا المشاركة به، ولو سألنا المشرفين على الصفحات الأدبية في الصحف لتبين لنا حجم المعاناة التي يواجهونها في هذا الصدد من قراء يبعثون بمشاركات غير صالحة للنشر ويطالبون بنشرها بكل ما أوتوا من قوة، وإذا لم يتحقق لهم ما يريدون يغضبون غضباً شديداً ويتذمرون ممن يقول لهم من مشرفي الصفحات الأدبية بأن ما بعثتم به لم تكتمل فيه شروط النشر؛ لذا لن ينشر، حتى إن بعضاً منهم يصب جام غضبه على من نقد مشاركته، ويتهمه بالقصور وعدم الفهم، والكبر وغير ذلك من الاتهامات وكأنه يقول انشروا مشاركتي وإلا سوف أحاربكم، وأتحدث عنكم في كل مكان وأرميكم بالتهم، وهذا والله شخص قاصر الفهم مسكين مغتر بنفسه جلب لها المتاعب وحمّلها ما لا تطيق وأقحمها بما لا تستطيع حمله، يريد أن يكون له شأن بالقوة على حساب أدبنا الجميل الذي أراد أن يشوهه هذا ومن هم على شاكلته بما لا يصلح من الكلام، وكم هو جميل لو أنه تفهم الوضع جيداً وحاول أن يأخذ بما يُسدى له من نصائح ويقتنع بعدم صلاحية ما بعث به للنشر باحثاً عن الأسباب محاولاً التطوير والتعديل، وهذا ليس عيباً بل يدل على أنه إنسان واعٍ ومدرك وفي طريقه لتطوير نفسه، ومشكلة عدم وعي بعض من القراء أمر يعاني منه كثير من مشرفي الصفحات الأدبية أعانهم الله، فهم دائماً في جهاد وعناء مع هذه الثلة من القراء مهما قالوا عن مشاركاتهم بأنها ناقصة أو لم تكتمل فيها فنيات وشروط النشر لا يمكن أن يقتنعوا لأن حكمهم في ذلك الهوى الأعمى والفهم القاصر، ولو عرضوا مشاركاتهم على أصحاب الخبرة من الشعراء والكتاب لوجدوا أن ما قيل لهم عن مشاركاتهم بأنها لا تصلح صحيح وفي محله ولكن ظنهم بأنهم شعراء وما كتبوا صالح للنشر جعلهم يغمضون أعينهم عن الحقيقة التي لو أخذوا بها لكان خيراً لهم وفيه فائدة عظيمة، وإذا استمروا على هذا المنوال وهذا الطريق المعوج الذي سلكوه في حياتهم سيخسرون كثيراً، وسيكون مصيرهم الفشل، وسيقال بحقهم مكانكم سيروا وهذا هو الواقع، والعاقل من أخذ برأي الآخرين ونصائحهم وتوجيهاتهم، وجاهد ليطور نفسه، وهنيئاً لمن حكَّم عقله في ذلك، وبحث عن كل ما يوصله للمعالي، والله من وراء القصد.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي -الرس - ص ب 1200
|
|
|
| |
|