قصة ليس لها مثيل في المروءة والشهامة وإكرام الضيف جرت أحداثها في الصحراء والبادية قبل قرن من الزمن أو يزيد حيث قام الشيخ الفارس والشاعر خلف الأذن الزيد الشعلان بزيارة إلى (الدروز) بدعوة منهم وكانوا يجاورون بعضهم في منازل البادية وفي تخوم الصحراء وعندما حضر إليهم فوق فرسه وتناول القهوة هاجمتهم غارة من الأعداء وشارك خلف مضيفيه في المعركة والدفاع عن البيوت والحلال وفعل فعلاً اهتالوا منه على الرغم من أن رجل الفارس خلف الأذن قد كسرت وكان مشاركا في المعركة رغم كسرها حتى انتهائها وهزيمة الأعداء وبعد ذلك قال له مضيفيه: ماذا تريد أن نعمل لك؟ فطلب الذهاب إلى قومه حتى يعالج رجله فأبوا ذلك.
وأحضروا له مجبرا وجبر كسره وعملوا له نقالة خشب في ما يشبه النعش عليه فرش وتناوبوا على إكرامه واستضافته بشكل يومي ومستمر ويجالسونه ويتحادثون بالقصص والشعر حتى ينام حتى قضى مدة ثلاثة أشهر فرأى البرق يلوح فاشتاق إلى مرابع قومه وعشيرته بعد أن جبرت رجله وقال قصيدة يبين فيها هذا الموقف ويثني على مضيفيه فقال:
بين دليل البدو عبادة المال |
واقفت رعاياهم تسابق قعدها |
كريم يا برق سرى يشعل اشعال |
بالمزنه اللي قام يرزم رعدها |
من وبلها ندفا ووادي المرا سال |
والضلعة اللي ضاع باسمه ولدها |
ومنها الدميثا سيلها يركب الجال |
وخبرا المقنع تبهج اللي وردها |
والبر دويل الموج غاد له ضلال |
وجدي على الشعلان وسامة الدال |
اسباب وكاف الحمر من غررها |
اللي لي ركبوا على كل مشوال |
كم سابق بالكون عاقوا جهدها |
يا الله يا اللي للموازين عدال |
مضى لنا هلالين واليوم بهلال |
والنفس ما جاها كلام لهدها |
مع لابة ما طاوعوا كل عذال |
وافعالهم بالطيب ما احد جحدها |
في عنز يبنون الدلايل بالافعال |
وبيوتهم بيض السلايل عمدها |
معهم مساييري على روس الأبطال |
تبني لهم بيضا على روس الأجبال |
وقبلي بفعل الطيب كل حمدها |
وقد وردت هذه القصة في كتاب الراوي منديل الفهيد رحمه الله من الأدب الشعبي في الجزيرة العربية الجزء الأول.
ندفا ووادي المرا وام وعال مواقع معروفة في الشمال وكذلك خبرا المقنع والدميثا والبردويل وخبرا ودوقرا وعنز بلد الدروز والسلايل يقصد الرماح والسيوف.
|