| |
أما بعد عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي
|
|
دهن حركات في مكة المكرمة، جوار بيت الله الحرام، وتحديداً في الشامية، يقوم باعة متجولون بعرض بضائع متنوعة، رديئة، وربما مقلّدة، وبعضها منتهية صلاحيتها، رخيصة الثمن، جل هؤلاء الباعة -بل كلهم- من جنسيات إفريقية وآسيوية، وبدافع حب الاستطلاع وقف رجل في منتصف العمر أمام معروضات أحد الباعة الأفارقة، تفحص المعروضات وإذا هي: (دهن نعام، دهن أبو فاس، ودهونات أخرى للصداع والكحة وآلام الصدر والظهر) لاحظ البائع أن الرجل لم يعجبه شيئاً من المعروضات، تدخل لتسويق بعضها شارحاً مفعولها وآثارها الطيبة وأسعارها الرخيصة المغرية، لكن الرجل لم يستجب، عندئذ قال له: عندي دهن حركات، استغرب الرجل من هذا الاسم، استفسر عن مكوّناته واستخداماته، تردد البائع في الإجابة لكنه اضطر لوصف مفعوله بالإشارة- واللبيب بالإشارة يفهم-، فهم الرجل المقصود، ورد عليه قائلاً: هذا وهم وعبث، إنك تبيع الأمراض، من أجاز لك بيع هذا الداء؟ رد البائع إنه دواء يستخدم في نيجيريا، لا ضرر منه ولا خطر، آثاره الإيجابية معروفة ومحمودة، لم يقتنع الرجل بذلك فلما همّ بالانصراف وتبيّن للبائع أنه لا جدوى من الإغراءات الحركية التي سوّق بها دهانه، عرض على الرجل دهاناً آخر أنزّه أفهامكم الكريمة عن أن تتلقى ما يعنيه من أثر هذا الدهان، انصرف الرجل مسرعاً والتساؤلات تتصارع في ذهنه: أين الجهات الرقابية عن هذا العبث بصحة الناس وأموالهم؟ سؤال ينتظر الإجابة والتحرّك السريع لإيقاف هؤلاء العابثين عن تسويق الوهم والأمراض التي يعرضونها في الطرقات علناً وكل يوم، وإلى ذلك الحين لا استغرب أن ينضم إلى هؤلاء كل من لا عمل له، فالمجال واسع والرقيب نائم غافل!
|
|
|
| |
|