وقع عليَّ خبر وفاته وقع الصاعفة، وقرأت ما كتب عنه بعد رحيله، إنه سمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود، صرح شامخ في كل المجالات، وركن متين من أركان الأسرة الحاكمة.
يعرفه الصغير قبل الكبير، ويعرفه الفقير قبل الغني، ويعرفه الوضيع قبل العزيز. عرفته عن قرب فنعم المعرفة ونعم التربية التي تربى عليها.
فكان (رحمه الله) جامعة في رجل، فكون بشخصيته صرحاً علمياً ينهل منه كل من عرفه عن قرب وكل من حضر مجلسه العامر الذي يستقبل فيه الناس من جميع طبقات المجتمع من بعد صلاة الفجر مباشرة إلى أن يحين وقت نومه.
لا نقول إنه مدرسة للكبار والصغار ولا نقول إنه معهد متعددة العلوم، بل هو جامعة مترامية الأطراف كثيرة المعارف.
كان من الحريصين على صلاة الفجر في المسجد (التي هي مقياس إيمان المسلم)، دمث الخلق عذب السجايا، أستاذ في التواضع، معلم في الأدب والتربية وتوجيه النصيحة للغير، يعطف على الصغير ويوقر الكبير، كريماً كرم من لا يخشى الفقر، عنوان للشهامة. ومهما عددت من صفاته فلن أوفيه حقه. فقد أحببته قبل أن التقي به وذلك من كثرة ما يثني عليه والدي (رحمه الله) ويوصيني أنا وإخواني بزيارته للسلام عليه والاطمئنان على صحته بين الفينة والأخرى.
لم لا وقد نشأا معاً وترعرعا معاً وكان الود والمحبة عنوان علاقتهما إلى أن توفيا (رحمهما الله جميعاً). ولن أنسى كلماته الأبوية الصادقة أثناء مجيئه إلينا لتقديم واجب العزاء في وفاة رفيق دربه (أبي رحمه الله)، فكانت عباراته ونصائحه بلسماً داوى كثيراً من الجراح التي أصابتنا بعد وفاة والدنا (رحمه الله).
وبعد تلقينا خبر وفاة سموه (رحمه الله) كتب أخي محمد بن صالح بن طهيف السبيعي هذه القصيدة: