Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/10/2006G Issue 12434الرأيالسبت 22 رمضان 1427 هـ  14 أكتوبر2006 م   العدد  12434
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

المعاني السامية للعيد بين المعنى والمدلول
عبدالله بن حمد الحقيل - عضو جمعية التاريخ بجامعات دول مجلس التعاون

كلما حل العيد جدد حلوله كثيرا من الذكريات الجميلة التي عمرت بها أيام الصبا والشباب تلك الأيام التي كان للعيد فيها طعم ومذاق غير ما نطعمه اليوم فالفرق شاسع بين عيد الأمس وفرحة عيد اليوم.. ولكم أبدع الشعراء في ذكر العيد، ولعل أبا الطيب المتنبي أحرق أوراق المتفائلين بالمناسبات الطيبة بقوله:

عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد

وأصبحت قصيدته يرددها الكثيرون في كل مناسبة وخاصة المتشائمين.. إن العيد وقت تجديد وفرحة واستذكار، وفي بلادنا له نكهة عذبة ومذاق خاص وبشر وابتهاج في التهاني والزيارات والأكلات العذبة والرحلات، فالعيد كلمة حلوة الجرس يخف نطقها على اللسان، ويحسن وقعها في الأذن، فهي كلمة جميلة تنشرح لها النفوس وتهش لها القلوب لأنها تحمل معاني جميلة منها السعادة والمسرة والهناء والفرحة، وكلمة العيد وردت في القرآن الكريم حيث قال تعالى:{اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ}وهذه دعوة المسيح عليه السلام.. والعيد سمي به لأنه يعود كل سنة فيفرح به، وقال يزيد بن الحكم:

أمسى بأسماء هذا القلب معمودا
إذا أقول صحا يعتاده عيدا

وقال تأبط شرا:

يا عيد ما لك من شوق وإيراق
ومر طيف على الأهواء طراق

ويروى عن العجاج قوله يصف ثورا وحشياً:

واعتاد أرباضا لها أرى
كما يعود العيد نصراني

ويقول الحجي:

يا عيد وافيت والأشجان مرخية
سدولها ونعيم الروح مفقود

ويقول الزميل الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين من قصيدة له طويلة:

ماذا عن الأمس حدث أيها العيد
حدث فصمتك يخشاه المعاميد
يا عيد كم من أحاديث مزخرفة
طويتها وهي في سمعي زغاريد
يا عيد قد أرهقتني الذكريات فهل
لديك ما ينفض الارهاق يا عيد

وما أكثر ما قيل في العيد وما حفلت به مرآة الشعر قديما وحديثاً.. حقا إن العيد فرحة بل وأجمل فرحة وهو مناسبة اجتماعية للمودة والمحبة والتراحم والتعاطف وتأكيد مبدأ التكافل الاسلامي - إن العيد مظهر وعنوان لتماسك الأمة ووحدتها وقوتها، وللعيد في الإسلام معان ودلالات تتجاوز المظاهر الشكلية فهو تجسيد حي وتعبير صادق عن حالة الأمة وآمالها وطموحاتها وتطلعاتها فلنستخلص منه العبر والأهداف والعظات، وما حفل به من تاريخ وأمجاد واستعادة تلك الذكريات التاريخية وما فيها من مواطن العزة والمنعة والقوة. إن العيد تجديد للحياة وامتحان للنفس واختبار للأمة وما حققته من إنجازات - وليظل الأمل متجدداً - إن للعيد معانيه وجمالياته ودلالاته الإنسانية والمعنوية والحسية مع العناية بمساعدة ذوي الحاجات وصلة الأرحام وبر الوالدين والتواصل والتواضع واحترام الآخر والحرص على حقوقه وحسن العلاقات مع الأمة، والبعد عن الكبر وانتزاع سخائم النفس وعوامل الشر والجفوة، وأسأل الله أن يعيده على بلادنا وأمتنا بالخير والازدهار والقوة والرخاء والرفعة والسؤدد والمجد والتعاون والتضامن والمسرات.. كما يسرني أن أهدي هذه الأبيات بهذه المناسبة السعيدة، وأن تعود هذه الذكريات المجيدة حافلة بالخير والبركات ومفعمة بالازدهار ومتجددة بالسعادة.

العيد أقبل في سنا وضاء
في خير وجه للعلا ورواء
عيد السلام وعيد دين الله في
شتى البقاع وسائر الأرجاء
لك في القلوب مهابة وجلالة
لك في الجوانح درتي وعنائي
بك كرم الله العظيم جموعنا
وشدت بذكرك ألسن الشعراء
يا عيد عم الخير كل بلادنا
والله يعلي الدين في العلياء

وكل عام وعيد وأمتنا بخير وقوة وعزة وسؤدد ومزيد من الخير والرخاء والأمن والازدهار، ولنتذكر في العيد معاني الأخوة، وحب هذا الوطن بحيث نعيش في هذا الوطن بكافة أطيافه وشرائحه ومناطقه إخوة متحابين نبني وطنا آمنا مستقراً متطوراً رحبا، ونقف بكل صلابة أمام كل من يريد بنا أو بوطننا سواء من الداخل والخارج في ظل راية التوحيد والوحدة وتعميق هذه الوحدة المباركة على نحو تجتمع به الجهود، وتتحد الطاقات والتعاون المثمر لما فيه خير وسعادة هذا الوطن وأبنائه.. سدد الله الخطى ووفق الجميع.




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved