| |
السبيل لمواجهة العربدة الإسرائيلية
|
|
خلال أربع وعشرين ساعة فقط قُتل ثلاثة عشر فلسطينياً بينهم أطفال أبرياء على أيدي القوات الإسرائيلية المستهترة بأرواح الفلسطينيين. والصمت العالمي حيال ذلك ينذر بمزيد من القتل على يد إسرائيل التي لم تجد من يردعها. فإسرائيل التي قتلت قبل شهرين المئات من المدنيين ودمرت آلاف المنازل عندما ضربت لبنان ليل نهار بصواريخها وقنابلها في حين كانت تهدم المنازل على رؤوس الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية لا تجد غضاضة بعد التساهل الدولي في أن تستمر في ارتكاب المزيد من المذابح. وهذه الأحداث المأساوية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يجب أن تدفع كافة الفصائل الفلسطينية إلى أن يتوحدوا وأن يتركوا جانباً خلافاتهم السياسية لمواجهة العربدة الإسرائيلية التي لا تراعي حرمة أحد، فالفرقة والتنازع تساعد العدو على أن يستغل هذه النزاعات في صالحه، وفي النهاية لن يخسر إلا الشعب الفلسطيني المقهور أصلاً. والمحزن حقاً أن يعمد الفلسطينيون إلى مواجهة بعضهم بعضاً عسكرياً، إلى حد إزهاق أرواح فلسطينيين على يد إخوتهم كما حدث في الأيام الماضية، الأمر الذي يعطي إسرائيل ضوءاً أخضر لكي تمارس هواية القتل بحرية أكبر، طالما أن دم الفلسطيني أصبح رخيصاً في نظر البعض، ولم تعد له تلك الحرمة مع الأسف الشديد. بل إن الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني يصيب المتعاطفين معهم بالحيرة والارتباك والذهول، ويمنع من توجيه العمل وتكثيفه من أجل تحقيق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، بل إن ذلك يشتت الجهود، ويؤخر تحقيق الأماني. ولا يمكن للفلسطينيين أن يحلوا قضيتهم طالما أنهم في خلاف مع بعضهم بعضاً، ولا يمكن لأي طرف دولي عادل أن يساعد في الضغط على إسرائيل طالما أن أصحاب القضية مشتتون، وغير متفقين على حل واحد. بل إن الحل سيكون ما تريده إسرائيل، وما يخدم مصلحتها. وبالتالي لابد من وقفة فلسطينية حازمة لوقف الخلاف، والتنبه لما يحاك ضدهم في تل أبيب من خلال تغليب لغة الحوار، والوصول إلى نقاط مشتركة، والبعد عن لغة السلاح، بل وتجريم كل من يساهم في إشهار السلاح في وجه أخيه، لأن ذلك تعتبر خيانة، في ظل ظروف الاحتلال التي يعيشها الفلسطينيون.
|
|
|
| |
|