| |
أهمية تعزيز العلاقات مع تركيا عبدالله بن راشد السنيدي
|
|
تبذل المملكة وتركيا في الآونة الأخيرة جهوداً متتابعة لتعزيز التقارب والتنسيق بينهما، بدأت بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتركيا ثم زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً للمملكة. وهذا التقارب أمر غير مستغرب، فالدولتان من الدول المحورية الكبرى في المنطقة فضلاً عن أنه يجمعهما عقيدة واحدة وتاريخ عريق، فالمملكة تعتبر رائدة العالم الإسلامي بحكم كونها مهبط الوحي ومقر الحرمين الشريفين وفيها ، إضافة إلى أن المملكة دولة ذات أهمية في مجال الطاقة وذات ثقل سياسي ومكانة جغرافية. وتركيا كان لها دور رئيسي في الحضارة الإسلامية وبالذات خلال فترة الدولة العباسية وأثناء المواجهة التي تمت بين المسلمين والمسيحيين فيما يعرف بالحرب الصليبية التي انتصر فيها المسلمون بقيادة القائد التركي المسلم صلاح الدين الأيوبي، كما أن الأتراك كانوا يمثلون الريادة في آخر خلافة إسلامية وهي الخلافة التي كانت تعرف بالدولة العثمانية، كما أن تركيا في العصر الحاضر التزمت باحترام قضية العرب والمسلمين الأولى وهي القضية الفلسطينية، ولم تجر أي اتصالات أو إقامة أي علاقات مع إسرائيل إلا بعد العملية السلمية التي تمت بين السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية كمصر والأردن وبين إسرائيل، إضافة إلى أن تركيا دولة ذات موقع إستراتيجي إذ إنه بموجب هذا الموقع فإن جزءاً من مساحتها يقع في آسيا وجزءاً آخر في أوروبا. لقد أدركت المملكة أهمية تركيا منذ وقت مبكر وقد كانت زيارة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله- لتركيا سنة 1966م منطلقة من هذه الأهمية للدولة الشقيقة وقد كان لتلك الزيارة التاريخية دور في تعزيز التفاهم والتقارب معها ثم جاءت زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- الأخيرة لتركيا لتؤكد على ضرورة الاستمرار في تعزيز العلاقات والتقارب بين البلدين المسلمين لكي يكون كل منهما بعداً إستراتيجياً للبلد الآخر خاصة في ظل التحالفات التي تجري في المنطقة وهو ما يتطلب إيجاد لجان عمل مشتركة وتبادل الزيارات والخبرات بين المسؤولين والمختصين في البلدين. إن إيران مثلاً تحاول تحقيق أهداف معينة خاصة بها وخارج حدودها في المنطقة خاصة بعد سقوط نظام صدام حسين الذي كان يعتبر حجر عثرة أمام أهداف إيران وذلك بتحالفها مع المواطنين الشيعة في العراق ولبنان، ولعل الحرب التي جرت مؤخراً بين إسرائيل وحزب الله مؤشر لذلك ولا أحد يشك في أن مثل هذه التصرفات من إيران أو غيرها إذا كانت تتجاوز حدودها سوف تلحق الضرر بالدول المجاورة، ولذا فإن من واجب الدول المعنية الكبرى في المنطقة كتركيا والمملكة التصدي لمثل هذه الأعمال عن طريق مزيد من التنسيق والتقارب فيما بينها.
|
|
|
| |
|