Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/10/2006G Issue 12425الرأيالخميس 13 رمضان 1427 هـ  05 أكتوبر2006 م   العدد  12425
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دراسات

دوليات

متابعة

منوعـات

نادى السيارات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

فن التعامل مع اليتيم
محمد بن عبدالله الدخيل / الرس

لقد ضرب لنا مُعَلّم البشرية وخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة، وبيّن لنا أفضل السبل في فن التعامل مع اليتيم، فها هو عليه الصلاة والسلام يمسح على رأس اليتيم ويقول: (مَنْ مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين) وفرّق بين أصبعيه السبابة والوسطى.
وها هو كذلك عليه الصلاة والسلام يقبّل اليتيم ويدعو له ويحتضنه ويسأل عنه وعن أحواله، فهو صاحب القلب الرحيم وصانع المواقف العظيمة، فقد اشتكى إليه رجل قسوة قلبه فقال: (امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
أرأيت يا أخي أنها التربية والتعليم منه عليه الصلاة والسلام.. إنه مهما تحدث الإنسان عن تلك الطرق والمُثُل في كيفية فن التعامل مع اليتيم فلا بد له من أن يربط ذلك بالرعيل الأول من قادة وعلماء وصلحاء وكيف كانت حياتهم مع اليتيم. إنك أيها الأخ الكريم لتعلم حق المعرفة ما حباه الله تعالى لليتيم من المكانة الرفيعة والشأن العظيم مسطرة في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة، فإذا علمت ذلك فاعلم أن هناك جملة آداب وطرق يعامل بها اليتيم لا بد من معرفتها والوقوف عندها:
1 - إن أول هذه الفنون في التعامل مع اليتيم زرع الحب والثقة في النفس، فإن إعطاء الثقة بالنفس يعطي اليتيم الانطلاق والتجديد، فمثلاً إعطاؤه الفرصة في إثبات وجوده والمحاولة في إيجاد الحلول المناسبة لكثير من المسائل، بل وتكرار المحاولة حتى الوصول إلى الحل المناسب الصحيح.
2 - التربية الجادة والهادفة التي تعطي ذلك اليتيم الجرعة الإيمانية الصالحة، وذلك من خلال طرح بعض القصص القرآنية لبيان عظمة الله تعالى وغرس العقيدة الصحيحة لديه، ويأتي بعد ذلك دور القصة النبوية ليخرج بذلك إلى القدوة الصالحة والعمل الجاد المثمر.. ولا ننسى أن النفس البشرية لديها الاستعداد والحب الفطري لسماع القصة، وهذا مما يجعل الطفل خاصة يتربى تربية جادة ومثمرة بإذن الله تعالى.
3 - اعلم أن إدخال البهجة والسرور على اليتيم من أعظم الطاعات والقربات التي يتقرب بها العبد لله سبحانه وتعالى فقد قال عليه الصلاة والسلام (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)، فهذا هو منهجه عليه الصلاة والسلام، يلاطف الصغير والكبير بل ويمازحهم حتى إنه عليه الصلاة والسلام يلاطف ذلك الطفل الصغير ويقول له (يا أبا عمير ما فعل النفير).
4 - ورابع هذه الآداب وأهمها لين الكلام وحسنه مع اليتيم؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (.. والكلمة الطيبة صدقة)، فكم كلمة طيبة أدخلت السرور على إنسان، وكم من كلمة ساقطة عملت بصاحبها فعل السهام.
5 - الثناء على الإنسان خاصة بعد إنجاز عمل ما، ودفع الحوافز له من أجدى السبل في رفع روحه المعنوية لديه وحثه على الاستمرار والمواصلة للوصول إلى معالي الأمور بإذن الله تعالى.
6 - إن التواضع ولين الجانب من الآداب المهمة التي ينبغي على الإنسان أن يتحلى بها؛ ولذلك قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} فنجد أن ربنا تبارك وتعالى يبيّن لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كسب بتواضعه ولين جانبه قلوب الناس، وخالط بشاشة قلوب جميع طبقات المجتمع، فها هو عليه الصلاة والسلام يقول: (من كان هيناً ليناً سهلاً حرمه الله على النار).
7 - لا بد للإنسان من الزلل والخطأ، وهنا يأتي دور عدم التقريع المباشر، فعلى الإنسان أن يلجأ إلى التوجيه والإرشاد بطرق غير مباشرة فلها من التأثير والتغيير في النفس والسلوك ما الله به عليم.
فها هو عليه الصلاة والسلام يرشدنا إلى أفضل السبل في التوجيه والإرشاد، فقد كان عليه الصلاة والسلام إذا رأى خطأ من بعض أصحابه لم يعاتب مباشرة بل تجده عليه الصلاة والسلام يقول (ما بال أقوام) أو (ما بال أحدكم)، فقد روى أبوهريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال: (ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيَتَنخّع أمامه؟ أيحب أحدكم أن يُستقبل فيُتَنخّع في وجهه؟ فإذا تنخّع أحدكم فليتنخّع عن يساره تحت قدمه، فإن لم يجد فليقل هكذا) ووصف القاسم فتفل في ثوبه ثم مسح بعضه على بعض.
أرأيت أخي القارئ الكريم كيف كان عليه الصلاة والسلام يربي أصحابه؟ إنه جدير بكل إنسان أن يجعل نهج النبي صلى الله عليه وسلم منهجه في جميع مجالات حياته.
هذه بعض الآداب التي ينبغي على المرء المسلم أن يراعيها ويدركها؛ لأن في صلاح الفرد صلاحاً للأسرة وصلاحاً أيضاً للمجتمع، ويجب علينا أولاً وأخيراً أن نعلم أن قدوتنا في ذلك كله هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيجب اتباعه وتطبيق سنّته في جميع الأمور صغيرها وكبيرها، فقد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، وقال عليه الصلاة والسلام: (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ).
أسأل الله العلي القدير أن ينفع بهذا العمل، وأن يبارك فيه، وأن يكون خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved