Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/10/2006G Issue 12425الرأيالخميس 13 رمضان 1427 هـ  05 أكتوبر2006 م   العدد  12425
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دراسات

دوليات

متابعة

منوعـات

نادى السيارات

نوافذ تسويقية

الرأي

رمضانيات

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

زلات اللسان.. جس نبض وإساءات مدروسة!
حسين أبو السباع (*)

كفئران تجارب، ينظر إلينا (الآخر) سواء الأمريكي أم الأوروبي، لأننا ارتضينا أن نكون الأقل رتبة، والبيئة المناسبة دائماً للطرح الهدام. تتعامل معنا إسرائيل بوصفنا عرباً مسلمين في جرائمها بطريقة مرحلية، تبدأ بجس النبض، بارتكابها جريمة ما، وتبدأ بضبط الترمومتر السياسي الحساس للشارع العربي والمسلم، ومدى تحرك الشعوب، ورد فعلها تجاه هذه الجريمة، ويتحرك الإعلام مشهراً أسلحته في وجه العدو الباغي مندداً بهذه الجريمة، مطالباً العالم بمطالبة إسرائيل بالكف عن جرائمها، ولما ترفض إسرائيل الانصياع للقانون الدولي تكون فورة الحماس قد خرجت كاملة في شكل تظاهرات، تنديدات، وبيانات رسمية، وغير رسمية، وننشغل جميعاً ما بين رد فعل الشعوب، ورد فعل الحكومات كل على حدة، إلى أن تصل درجة حرارة الترمومتر السياسي الإسرائيلي إلى الحد المسموح، تفكر في مدى الخسائر، ومدى ما يمكن عمله في المستقبل، قد تنتظر قليلاً، لكن لابد من التحضير لجريمة أكبر وهكذا..
الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش قد بدأ هذه السياسة من أول لحظة اعتلى فيها كرسي الرئاسة، بدءاً بإعلانه (الحرب الصليبية) على الإرهاب المتمثل في هذه اللحظات التاريخية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نظام صدام حسين الذي ادعى أنه يمتلك أسلحة دمار شامل، وثبت كذب الادعاء فيما بعد، والضحايا بالآلاف، وبعدها قال عن (الحرب الصليبية) إنها زلة لسان.
بعد سنوات نشرت صحيفة (يولاندز بوستن) الدنماركية رسوماً مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، التي صورته صلى الله عليه وسلم إرهابياً، لجس نبض الشارع العربي والمسلم، مرة أخرى، فإذا بالتظاهرات تعم كل الشوارع، والتهديدات بقتل كل من تسول له نفسه بنشر مثل هذه الرسومات، وبعثت من جديد فكرة حوار الأديان كحل لتهدئة الشارعين العربي والمسلم اللذين قاما بحرق سفارات الدنمارك في عدد من البلدان، وكنوع من إمكانية الالتقاء ونبذ الضغائن المؤدية بالضرورة إلى تفريخ الإرهاب، والإرهاب المضاد، كل ما قام به الشارعان العربي والمسلم، هو تظاهرات وحرق دمى رمزية، وإشعال النيران في العلم الدنماركي، والمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الدنماركية. وبعد فترة قصيرة عادت المياه إلى مجاريها بوصفنا شعوباً عاطفية سرعان ما تنسى الإساءة. لكن من الواضح أن ما يحاك من المؤامرات في الظلام أكبر من قدرتنا على الاستيعاب، ومن يحيك تلك المؤامرات قابع خلف طاولته يرقب من بعيد وينتظر أقصى ما يمكن تقديمه من تنازلات من جانبنا، وأقصى ما يمكن عمله من إساءة من جانبهم بوصفهم (آخر). وحسب النظرية فإن كل فعل له رد فعل مضاد له في الاتجاه ومساوٍ له في المقدار، اختلت قواعد هذه النظرية معنا كعرب، وكمسلمين، فأي فعل(جريمة) يرتكبها (الآخر) تجاهنا مهما كانت قوته فإن رد الفعل أصبح معروفاً سلفاً كالعادة تظاهرات، شجب، إدانة، لتزداد الجرائم مرة تلو أخرى، ونتلقى الصفعات.
تطورت زلات اللسان من (الحروب الصليبية) وصولاً إلى (الإسلام الفاشستي)، وما حدث مؤخراً من بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر هو خطوة ضمن خطوات جس النبض للشارع العربي والمسلم، ومعرفة مدى ما يمكن فعله، بعد الأكاذيب التي وردت في محاضرة البابا التي ألقاها في ألمانيا، وبعد معرفة مدى رد الفعل التي أردت راهبة صومالية ذات سبعين عاماً قتيلة، والذي جعل شباباً في طولكرم يهاجمون الكنائس بالحجارة، وما جعل الشارع العربي والمسلم يكتظان بالتظاهرات، والتنديدات المعبرة عن مدى الاحتقان الداخلي جرَّاء هذه الثنائية (مسلم مسيحي) في أرجاء متفرقة من العالمين العربي والإسلامي، وما جعل البابا مؤخراً يعلن استياءه من جراء هذه الأحداث، لكنه في الوقت نفسه يقول إن ما ساقه في محاضرته هو جزء من نصوص من العصور الوسطى، والأمر لا يدعو إلى اعتذار رسمي!
خطوة، تلو أخرى، يتقدمون نحونا، لمعرفة مدى ما يمكن عمله وفعله، ومدى رد الفعل والتأثير والتأثر، فإذا كان الشارعان العربي والمسلم مشحونين يعودون إلى إعلامهم لتشتيت هذه الشحنة في قضية أخرى بعيدة نسبياً، حتى تتوارى القضية الرئيسة سبب وجود الاحتقان، ثم يعودون مرة أخرى إلى مستشاريهم الذين يمثلون (الترمومتر) السياسي الحساس، لمعرفة ما يجب فعله معنا، ولابد أن يكون بشكل فوقي باعتبارنا الأقل رتبة ومكانة. ونخشى الآن أن يفاجئونا بجريمة كبرى، تحاك في كواليسهم الآن، ونحن مازلنا نائمين، مستسلمين، متسامحين، ولا يمكن وقتها أن ينفع لا الشجب ولا التنديد، ولا حتى التظاهرات أو المقاطعة..!

* كاتب وصحافي مصري

aboelseba2@yahoo.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved