الاسم كما هو مدون في: المطولات/ وكتب الفروع عند أئمة الُّلُغة يُعرَّفُ بأنَّه: ما دلَّ على غيِرِه أو هو ما يدلُ على غيره، والاسم من السمو يسمو به من سُمي بِهِ، ولهذا كان العربُ يتفاءلون في وضع الاسم، وورد في صحيح (مسلم) رحمه الله تعالى أنه صلى الله عليه وسلم: «كان يحب الفأل» أو: «يعجبه الفأل» وثبت في الصحيح أنَّه صلى الله عليه وسلم غيَّرَ بعض الأسماء المنافية للتوحيد، الأسماء التي فيها: قبح المعنى، وللإنسان في نفسه من إسمه نصيب من جمال أو قبح لا من خير أو شر، وقد وضع كبار العلماء علامات لازمة ذات دلالة مُهمة يُعرفُ بها الاسم ويتميزُ، ذلك حتى لا تختلط بغيرها مما يُشاكلها من الإفعال أو سواها،.
وحتى نُدركَ ذلك فإني آتٍ.. هُنا.. على بعض ذلك مما يحسن نظره ويجب فهمه لأنني سمعتُ وكم سمعتُ، وقرأتُ وكم قرأتُ ما يجب عليَّ تصحيحه في (مجلة ذات بعد مهم في طرحها).
فأبين ما يلي:
تنوين الاسم وهذا خاص في الجملة في الاسم دون سواها غالباً..
والتنوين على أنواع منها:
أولاً: التنوين المنكر اللازم، وهذا يكون في فقط في الأسماء المبنية كمثل: (رأيت هادوية)
وعند إبن عقيل ج1/ ص17 «مررتُ بسيبويه وبسيبويه آخر» وهو جيد،
(فهادوية) على العموم مُنكر، «نكرة» وكذا:
«بسيبويه آخر» وهذا إسم لازمه البناء ولا بد..
2 ثانياً: عند بعضهم «المعاوضة» وإنما هو: (العوض) تعويض شيء بدل شيء آخر وإحلاله محله لعلة لازمة أوجبت هذا وذلك على سبيل المثل: (وهم حينئذٍ يفهمون) وحينئذ.. هنا.. هي المراد وأصل ذلك (والطلاب حين شرح الدرس فشرح.. والدرس) عبارة عن مرام واحد جاء بدل ذلك (ئذٍ) وهذه عبارة عن جملة.
قال القائل: (وهم حنيئذٍ ذاهبون)،
وورد وهي لغة: (حيانئذٍ) بالألف بعد الياء وينطقها بعض أهل: الساحل، (1)
ثالثاً: التمكن أقوى في الدلالة من غيره على المراد حساً ومعنى، إذاً هناك ما يُميز الاسم عن الفعل وهو خاص به وذلكم هو تنوين التمكين، وهذا في الجملة بابه واسع كثيراً بل عامة الأسماء هي محطته، وهذا التنوين إنما يلحق كل إسم مُعرب قطعاً خلافاً لمن ذهب إلى غيره وذلك يدخل فيه ما وضع له معنى في نفسه: كعلي، وصلاح، وفهد، وهند، وأسماء، ومحمود فهذه أسماء معربة فيدخلها التنوين تمييزاً لها عن: الفعال الذي قد يُشابه الاسم (2).
رابعاً: حرف العلة عند العرب سماعاً له وضعه ووزنه، ويوردونه غالباً من باب النزوع إلى الجرس الإيقاعي الترنمي.
وهذا التنوين يلحق الأسماء لكنه في قلة من الحال عند العرب خاصة: الشعر وذلك كقول القائل: «.................
وجزماً إن جاء أهابن»
وأمثله: (إن ن جاء أهابا»
والاسم دون ريب يحتاج إلى ما يميزه لا من باب الفرق بينه وبين الأفعال بل بينه وبين ما يحل ويحرم كما هي الحال اليوم واللغة إنما هي: «موهبة» و»قدرات فذة» على شاكلة من فهمٍ سديد ووعيٍ سديد وكثرة نظر وتدبر في أسفار الأولين،.
ومن هذا الباب طرحتُ هذا (3) هنا وهو دال على ما لم أذكره، وهذا يُعرف بالسليفة خاصة عند أهل اللغة من كبار علماء الحديث (كحماد بن سلمة)، و(قتادة بن عزيز الدوسي)، (والبخاري)، (ومسلم)، ثم (النواوي)، (والعيني)، (والسيوطي) وسواهم.
من هذا (الباب) أتوجه للمسؤولين في وزارة الداخلية لبيان أسماء كثرت ليست سليمة من المعارض، وقد كان يحسن عدم إجازتها وذلك مثل:
مَلَك (وهذا مذكر) لا مؤنث.
ملاك = = =.
وقد وجدت كثيراً من الفتيات هذه أسماؤهن وإنما: ملك.. وملاك مذكران خاصة ملك فهو إسم وصفي لجبريل/ وميكال (4) وغيرهما من الملائكة عليهم السلام: كمالك، ورضوان، وإسرافيل.. إلخ.
ومن باب ذكر ما لا يجوز، وجدت ذلك عند بعض المصريين:
عبدالعاطي، وعبدالنبي.
ووجدت عند أهل العراق مثل:
عبدالرضا
عبدالحسين
عبدالمهدي
عبدالمنتظر... إلخ.
وحديث (خير الأسماء ما عُبِّدَ وحُمِّدَ) هو حديث باطل لم يصح له سند بحال ومعناه دال على بطلانه،.
* * *
الهامش
(1) تركت بعض أنواع التنوين عمداً لما سبق في الجزء (5) من بيانها.
(2) جمع المؤنث السالم (لا يدخل في هذا).
(3) للإسم دلالة عليه من معناه.
(4) ميكال إسم (ملك) ذكر في (البقرة) فتدبر، ويجوز للرجل التسمي باسم (جبريل) أما (ميكال) فلم يرد.
الرياض