تناول الأخ الأستاذ فائق منيف في العدد (364) من المجلة الثقافية، بتاريخ: الخميس الأول من ربيع الآخر 1433هـ (23-2-2012م)، موضوعَ الكتب الصوتية، متسائلاً في صدر مقالته عمَّا إذا كانت تدخل في الأدب الرقمي أو لا؟ وهي بلا ريب داخلة فيه؛ إذ إن كل ما تتيحه التِّقانة المعاصرة من سبل نشر الثقافة والأدب عبر وسائلها الحديثة يدخل في الأدب الرقمي بمفهومه العام.
وأكد الكاتب الكريم أهميةَ دور الكتاب الصوتي في نشر الثقافة، فيما لو لقيَ الاهتمام اللائق به، ناعيًا على القصور والتقصير في العناية بنشره وإتاحته للجمهور، مشيرًا إلى أن الاهتمام به لا يكاد يعدو الجهود الفردية، مستثنيًا ما نهضت به هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في هذا المضمار. وأريد أن ألفت الكاتب الكريم والإخوة قرَّاء المجلة الثقافية إلى مشروع ضخم ذي أهمية كبيرة في هذا الجانب، وهو ما قامت به شبكة الألوكة الإلكترونية بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية، من تحويل عدد كبير من مقتنيات (المكتبة المركزية للكتب الناطقة) من أشرطة (كاسيت) إلى ملفات صوتية رقمية بصيغة (mp3)، ونشرها في الشبكة لتكون متاحة لجميع الراغبين في الإفادة منها. والمكتبة المركزية للكتب الناطقة تعد إنجازًا عظيمًا من إنجازات وزارة التربية والتعليم، تقدِّم خِدْمات تعليمية وتثقيفية لذوي الاحتياجات الخاصَّة عمومًا والمكفوفين خصوصًا، ومنذ افتتاحها عام 1409هـ وهي تعمل بدأب في تسجيل عيون كتب الثقافة العربية، وأمات كتب الشريعة والأدب والفكر.. حتى بلغ عدد الكتب المسجَّلة فيها صوتيًّا (495) كتابًا (بعضها في عدد من المجلدات)، في جميع العلوم والفنون، أربت على عشرين ألف ساعة صوتية. ولئن سُجلت هذه الكتب لتكون زادًا معرفيًّا للمكفوفين إنها الآن غدت مَعينًا عذبًا لكل الراغبين في مطالعة هذه الكتب بآذانهم بدل قراءتها بعيونهم، وهي فرصة صالحة لشغل أوقات الفراغ فيما ينفع ويفيد، ولا سيما عند قيادة السيارة، وفي الأسفار وأوقات الانتظار؛ إذ من السهل جدًّا تحميل هذه الكتب في أجهزة الجوال وفي الأقراص الحاسوبية ونحوها..
وقد بلغ ما نُشر من هذه الكتب الصوتية في شبكة الألوكة (www.alukah.net): (489) كتابًا في شتى فروع الثقافة والمعرفة، مسجَّلة بأصوات نخبة من الإعلاميين وطلاب العلم المتقنين، وقد عولجت جميع هذه التسجيلات فنيًّا لتنقية الصوت فيها، ولإدخال المحسِّنات والمؤثرات الصوتية المناسبة. وقارب عدد مرات تحميل هذه الكتب من الموقع مليونين ومئتي ألف مرة. ومن المهم أن أذكر أخيرًا أن المكتبة الناطقة تقدِّم عبر شبكة الألوكة المقرَّرات المدرسيَّة لجميع المراحل في المملكة، لتكون عونًا للطلاب على استثمار أوقاتهم فيما يُغني تحصيلهم، ويرتقي بمستواهم العلمي والدراسي، مع تحديث هذه المقرَّرات سنويًّا. رابط صفحة المكتبة الناطقة في شبكة الألوكة: http://www.alukah.net/Audio_Books
*المستشار الثقافي بشبكة الألوكة