جالساً على كرسيه الهزاز.. منطلقاً في رحلة بين صفحات كتاب.. داهمه الملل فمنعه متابعة رحلته.
ارتشف قليلاً من القهوة.. دخانها المتصاعد يوحي بأنها مازالت محتفظة بحرارتها..
وضع الكوب جانباً.. أشعل سيجارة.. وضعها بين شفتيه.. زفر دخانها من أنفه وفمه رافعاً رأسه للأعلى في مشهد لا يمكن وصفه إلا بحالة نشوة يداعب فيها أديم وحدته.
امتزجت رائحة القهوة ودخان السيجارة برائحة الماضي المنبعثة
...>>>...
المدينة المنورة وشاعرها الدكتور محمد العيد الخطراوي صنوان لحالة حب فريد، يسكن شغافهما، فالمدينة الهادئة، والمبجلة بقدسية الحضور النبوي الشريف لا تبخل دائماً أن تنفح أهلها شذى المودة، وعبق الحب، وحبق الحبور، فكيف إن كانت هذه العلاقة بشاعر كمحمد الخطراوي الذي همس كثيراً، في حبها، وجهر في مدحها، وتدبيج الثناء لها، فما زاد الشاعر من وراء هذا الحب إلا أن ازدانت قلائد شعره في وصف مواطن الجمال الحقيقي
...>>>...