شارع رمادي، ضوء منسكب بآخر الطريق، باب يشبه بابي، هناك منعطف إلى القلب، لطالما وقفت فيه الذكريات، وهي تسرح تفاصيلها الصغيرة، بمشط أيامها ولياليها الغابرات.
لحظة يا زمن، أندلق فيها كالدماء، أتدلى فيها كالرشاء، أدخل في ظلام دهاليزها وأقبيتها، أتلمس بعضي كالأرملة العمياء.
لحظة مجوفة، أقذف فيها طلامس جسدي المهترئ، وأرتب وجعي المتنقل والمتغلغل، وأسرح فيها كالراعي، أتفقد شياه ذاكرتي، وعشب أحلامي.
...>>>...
الكاتب صالح عبدالعزيز العديلي شغل منذ أعوام باقتفاء خطاب البيئة الحكائية المحلية، حيث تكمن الصورة الإنسانية البسيطة بأبعادها التاريخية والجغرافية والحديثة، لنراه وقد دون من خلال روايته الجديدة (عرس المزيونة) العديد من الصور اليومية لحياة الناس البسطاء إلا أن هذا الاستعراض يأتي محملاً بوهج البحث عن الذات وتحقيق معادلة (الحياة/ الجمال)، فكل ما ورد في الرواية هو محالة من الكاتب العديلي نبشٌ
...>>>...