شارع رمادي، ضوء منسكب بآخر الطريق، باب يشبه بابي، هناك منعطف إلى القلب، لطالما وقفت فيه الذكريات، وهي تسرح تفاصيلها الصغيرة، بمشط أيامها ولياليها الغابرات.
لحظة يا زمن، أندلق فيها كالدماء، أتدلى فيها كالرشاء، أدخل في ظلام دهاليزها وأقبيتها، أتلمس بعضي كالأرملة العمياء.
لحظة مجوفة، أقذف فيها طلامس جسدي المهترئ، وأرتب وجعي المتنقل والمتغلغل، وأسرح فيها كالراعي، أتفقد شياه ذاكرتي، وعشب أحلامي. لحظة يا زمن، أعود فيها إلىَّ مني، أكبح بعضاً من أيامي التي تسبقني، وأستظل مؤقتاً بوهم حضورها، وزيف غيابها، وأقلق هدأتها الأبدية بقامة ظلي، سأغمرها بدفء حزني، وأطرح في ثناياها بعض تعبي، سأجرها قهراً إلى مرآتي لأقرأها أو تقرؤني.
لحظة، أحتفل فيها بسابق عمري، سألونها، وأزينها، أطيبها بعطري، سأعانقها وأضمها، حتى يسقط دمعي.
alezzi-musa@hotmail.com