|
الضيف
|
ها هو رمضان..
أفضل شهور السنة..
وأقربها لتذكيرنا بالخشية من الله والتقرب إليه..
ها هو يدق علينا الأبواب..
ضيفاً عزيزاً مرحباً فيه..
بعد عام من الغياب والشوق إليه..
***
تعود يا رمضان..
بروحانيتك..
والفرح بقدومك..
والخوف من أن نقصر في الاحتفاء بك..
من أن تودعنا دون أن نبلغ ما يرضي ضمائرنا..
فيما أنت أفضل الشهور..
وأحبها إلينا..
وأقربها لترويض النفس..
والزيادة في العبادات..
***
شهر ولا كل الشهور..
ينادينا أن هلموا إلى الخير..
ويناشدنا بألا نفوّت فرصة الفوز برضا الله..
فما أجمله من شهر كله خير وبركة..
يأخذ المرء فيه طريقه للفوز بما تحبه النفس ويتمناه الإنسان..
وويل لنا إن فرطنا بما دعينا للقيام به..
أو أضعنا أحلى أماني العمر في رب غفور رحيم..
***
يعود رمضان..
ليغير من أسلوب حياتنا..
في ليله ونهاره..
ليعودنا على نمط آخر هو الأجمل والأرقى في السلوك والاستجابة لتعاليم ديننا الحنيف..
ضمن ترويض النفس على التعود لما هو أفضل وادعى للقبول لدى إله مقتدر..
***
فيا إلهي ها نحن الضعفاء وأنت الأقوى نبتهل إليك ان امنحنا الرضا والعفو وقبول الدعوات..
ان ارحمنا برحمتك..
والهمنا الرشد..
ودلنا على ما يقربنا إلى رضاك..
واجعل خواتم أعمالنا في هذه الدنيا ما تقربنا إلى جنتك وتبعدنا عن النار.
خالد المالك
|
|
|
المسلمون في الصين بين مطرقة التهميش وسندان الذوبان! ثمانية ملايين مسلم من أصول تركية يعيشون في إقليم شانج يانج
|
* كاشجار (الصين) روبرت ماركويند(*)
بينما كان ضوء الفجر يحاول هزيمة ظلمة الليل، كان هناك صف طويل من الرجال من طائفة اليوهورو الصينية يمتد خارجا من مسجد «إيداكا» عقب صلاة الفجر.
ويعد هذا المركز بمثابة قبلة للمسلمين في إقليم شانج يانج الصيني الذي تسكنه أغلبية مسلمة، وبعد الصلاة ينطلق المصلون، حيث يمضون وتعبيرات الخشوع تغطي الوجوه وقد ارتدوا الملابس الداكنة.
على مدى قرون طويلة كان هذا المسجد والمنطقة المحيطة به محل جذب للمسلمين من كل أنحاء الصين، حيث كان يقع على طريق الحرير وهو طريق التجارة الرئيسية الذي كان المسلمون يرتادونه أثناء العصور الوسطى لنقل التجارة من وإلى الصين.
وبعد الصلاة كان المسلمون من أبناء طائفة اليوهورو يتجمعون، حيث تحيط بالمسجد مجموعة كبيرة من المتاجر على الطراز الفارسي والمباني مقامة بالطوب اللبن وينتشر بائعو الشاي، ولكن هذا المنظر لم يعد له وجود بعد أن تم هدم المنطقة المحيطة بالمسجد بهدف إقامة مركز تجاري كبير حول المسجد لجذب السائحين من كل أنحاء العالم، كما يتضمن المشروع إقامة محطة كبيرة للحافلات بالقرب من المركز التجاري.
وهذا التحول الذي تشهده المدينة هو جزء من عملية تغيير منظمة تشمل إقليم شانج يانج كله، وتقوم الحكومة المركزية في بكين بتنفيذ خطة أطلقت عليها اسم «الاتجاه نحو الغرب» بهدف نقل أعداد كبيرة من السكان الجدد وإقامة مشروعات بنية أساسية ضخمة في إقليم شانج يانج الذي يعد أقل أقاليم الصين حظاً من التنمية حتى الآن.
وتمثل هذه التغييرات تحديا كبيرا لهوية بل ولحياة شعب اليوهرو الذي ينتمي إلى شعوب آسيا الوسطى والذي كان يمثل أغلبية سكان إقليم شانج يانج حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي.
ويبلغ عدد السكان اليوهرو وهم مسلمون من أصول تركية في هذه المنطقة حوالي ثمانية ملايين نسمة، وهم يواجهون الآن سياسات جديدة مثل إلزامهم بتعليم أطفالهم اللغة الصينية في المدارس الابتدائية وتقليص الأموال المخصصة لمدارس الأغلبية بصورة كبيرة، كما عانى المسلمون في هذا الإقليم من الحملة العنيفة التي شنتها الحكومة الصينية خلال السنوات العشر الماضية للقضاء على ما أسمتهم «الانفصاليين» المسلمين من خلال حملات اعتقال واسعة وعمليات إعدام على نطاق واسع.
وقد وقعت أغلب عمليات الإعدام في إقليم شانج يانج، حيث تراوح المعدل اليومي بين عملية إعدام واحدة وعمليتين وفقاً لتقديرات منظمة هيومان رايتس ووتش لمراقبة حقوق الإنسان. وقد تصاعدت أعمال القمع من جانب الحكومة الصينية ضد المسلمين في هذه المنطقة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر بهدف القضاء على «الانفصاليين» والهوية القومية لهذه الطائفة باعتبار هؤلاء المدافعين عن الهوية «إرهابيين إسلاميين». والحقيقة أن إمام مسجد إيدوكا يبدو معتدلا جدا، حيث يقول للمصلين إن المركز التجاري المزمع إقامته بالقرب من المسجد هو شكل من أشكال التقدم والتنمية كما انه سيزيد من تقارب أبناء هوية اليوهرو وأبناء هوية هان الصينية. وكان أحد باعة الخبز من طائفة اليوهرو واقفا بالقرب من المسجد وكشف عن الشعور السائد للشارع في هذه المدينة، بقوله: «انظر ماذا فعلوا بمسجدنا! ما الذي يجب علي قوله عما يحصل لنا أكثر مما ترى؟» والحقيقة أن وجهتي النظر تلكما بالنسبة لمشروع تطوير المنطقة تشكلان السؤال الحاسم حول مستقبل أبناء اليوهرو في ظل تدفق أبناء طائفة هان إلى إقليم شانج يانج بما لديهم من أموال وعلم وبأعداد أكبر وتحت حماية الشرطة الصينية المركزية، فأبناء اليوهرو أمامهم الآن خيار حاسم إما أن يشاركوا في هذا العالم الجديد الذي يقام حولهم أو سيتم تهميشهم، فعندما يذهب المصلون إلى مسجد إيدكار لصلاة الظهر يجدون الكثير من السياح حول المسجد بمن فيهم من النساء حاسرات الرأس. ورغم أن المسلمين لا يفعلون شيئا لهؤلاء السياح ولا يقولون شيئا فإن بعضهم قال لنا: «نحن نكره هذا ولكن ماذا عسانا نفعل؟»
يقول درو جلاندي أحد كبار المتخصصين في دراسة تاريخ مجتمع اليوهرو في جامعة هاواي إن اليوهرو أصبحوا أكراد آسيا الوسطى الآن، فهم شعب يعيش بلا دولة بل إنه لا يستطيع حتى حماية ثقافته وليس له صوت في إدارة شئونه، فعلى الرغم من أن اليوهرو يعيشون في الصين إلا أنهم لا يأكلون الطعام الصيني ولا يتحدثون اللغة الصينية ولا يحملون ملامح الصينيين ولا يتزاوجون معهم، والحقيقة أن الحكومة المركزية في بكين تكثف ضغوطها حاليا من أجل فرض الطابع الصيني على هذا الإقليم، ففي يناير الماضي اعتقلت أحد شباب اليوهرو لأنه ألقى قصيدة معادية للقهر الثقافي الذي يعاني منه.
وقال المسئولون الأمنيون للصحفيين الأجانب إنه تمت إدانة هذا الشاب بتهمة «الإرهاب الروحي» وأضاف هؤلاء المسئولون أن الشاب كان يقرأ قصيدة تهاجم سياسة الحكومة الصينية تجاه الأقليات. وأضاف أحد المسئولين المحليين: «إن هذا الشاب أراد تدمير الوحدة بين اليوهرو والهان ونحن ننظر إلى مثل هذا المسلك باعتباره إرهابا في شكل روحي».
ويضيف المسئول: «إننا نريد أن نعلمه لا أن نعاقبه».
سخط وتهميش
والواقع أن الإنسان لا يحتاج للحياة في هذه المنطقة لوقت طويل حتى يدرك أنه لا توجد بالفعل أي وحدة بين اليوهرو والهان بل إن الكراهية بينهما تتعمق، وحتى التعاملات السطحية مع اليوهرو الذين يشكلون تسعين في المئة من أبناء المنطقة يشير إلى حالة من السخط والتهميش.
والحقيقة أن التوتر الظاهر في هذه المنطقة تراجع خلال الفترة الأخيرة في أعقاب الحملة الأمنية الشرسة التي نفذتها الحكومة الصينية ضد اليوهرو. وقد تضمنت هذه الحملة ما يعرف باسم «الأحكام الجماعية»، حيث كان يتم حشد عدد كبير من أبناء اليوهرو المتهمين بجرائم كبرى إلى أحد استادات الكرة، حيث يتم تلاوة الأحكام الصادرة ضدهم بما في ذلك أحكام الإعدام ثم يتم تنفيذ عملية الإعدام خارج الاستاد وفقاً لما قالته مصادر دبلوماسية في الصين ومنظمة حقوق الإنسان في الصين التي تتخذ من مدينة نيويورك الأمريكية مقرا لها، وعندما نظمت الحكومة الصينية زيارة لعدد من الصحفيين الأجانب إلى إقليم شانج يانج لم تقدم لهم مترجمين للغة اليوهرو ووضعت لهم برنامج زيارة صارما جدا، ولكن من خلال أحاديث عابرة في شوارع مدينة كاشجار اتضح أن التفاهم بين المجموعات العرقية المختلفة في الصين محدود جدا، يقول أحد اليوهرو في مدينة كاشجار: «نحن لسنا قلبا واحدا مع الصينيين، واليوهرو والصينيون لا يتشابهون بأي طريقة من الطرق».
وقالت سيدة من اليوهرو: «نحن لا نثق بهم».
وأضافت أنها وأسرتها يستمعون إلى إذاعة راديو آسيا الحرة التي تبث من واشنطن، ومهما يكن فإن هناك مناقشات تجري حاليا بين أبناء اليوهرو بشأن ما إذا كان كان عليهم أن يشاركوا وكيف يشاركون في عالم هان الذي يجري بناؤه حولهم.
يرى بعض قادة اليوهرو أن المشاركة هي الخيار العملي الوحيد المتاح أمامهم، فقد ضاعت اللحظة التي كان فيها تعاطف عالمي مع فكرة إقامة دولة شرق تركستان التي كان أبناء اليوهرو يتطلعون إليها.
ويرى هؤلاء الزعماء أن السؤال المطروح الآن يتعلق بالشروط التي ستتم المشاركة وفقاً لها، فعدم المشاركة في العالم الجديد يعني المزيد من التهميش لابناء اليوهرو والمزيد من الفقر والتدهورالاقتصادي لهم وهذا سيجعل أطفالهم أكثر تخلفا. ويمكن أن تقدم الصين خيارالمشاركة إلى اليوهرو بشرط تجنب «الشرور الثلاثة» وهي الانفصالية والأصولية والإرهاب.
وكما قال المسئول الصيني لي ديزهو أمام أحد اجتماعات المجلس الوطني للدولة عام 2000 فإن «عملية تنمية غرب الصين سوف تزيد من سرعة عملية الانتقاء الطبيعي».
إهمال دولي
والحقيقة أن قضية اليوهرو أو شرق تركستان لا تتمتع بنفس الحضور القوي لقضية إقليم التبت التي تحظى بتمويل كبير ويمثلها زعامة روحية تتمثل في الدلاي لاما وتحظى باهتمام كبير من جانب ممثلي مدينة السينما في هوليوود، في حين أن قضية شرق تركستان لم تحظ بأي اهتمام دولي. يقول عليم سيتوف عضو جمعية اليوهرو الأمريكيين في واشنطن: «نحن على عكس أهل التبت لا نتمتع بأي مساندة إعلامية، فنحن آخر من انضم للعبة، فقد بدأنا كفاحنا في التسعينيات فقط».
ومن أبرز الشخصيات اليوهرو التي تحظى باحترام دولي كبير ربيعة قدير التي تم وضعها في أحد السجون الصينية في مدينة أورميشي. ويرى بعض الباحثين والدبلوماسيين أنه من الحكمة أن يطلق الصينيون سراح السيدة ربيعة التي تم اعتقالها بتهمة حيازة صحيفة قالت عنها السلطات الصينية إنها تروج للروح الانفصالية. ولكن السيد سيتوف وغيره كثيرون يقولون إن السلطات الصينية اعتقلت السيدة ربيعة لسبب مختلف تماما.
يقول سيتوف إنه لو اعتقلت السلطات الأمريكية بيل جيتس أغنى رجل في أمريكا والعالم وسجنته لفترة طويلة فما هي الرسالة التي ينقلها مثل هذا العمل؟ تقول الرسالة إن السلطات الأمريكية تستطيع اعتقال أي إنسان حتى لو كان مليارديرا، وعندما اعتقل الصينيون السيدة ربيعة كانوا يقولون لليوهرو إنهم يستطيعون أن يفعلوا أي شيء معهم.
والحقيقة أنه حتى اليوهرو الذين يريدون المشاركة في العالم الجديد متمسكون بقوة بضرورة أن يتعلم أطفالهم لغة اليوهرو وعاداتهم.
تقول إحدى الامهات اليوهرو التي يدرس ابنها في المرحلة الثانية من التعليم العام إنها منزعجة جدا بسبب قرار الحكومة الصينية تدريس اللغة الصينية لأطفال اليوهرو في المدارس بدلا من لغة اليوهرو.
وتقول هذه الأم إنها ستعلم أطفالها لغتهم الأصلية مهما كلفها ذلك الأمر ونحن لا نريد هذه السياسة الصينية الجديدة.
ولا تتضمن الدراسات الاجتماعية في المدرسة المتوسطة (رقم واحد) أي مواد أو مقاطع عن الحياة في المنطقة قبل 1949 عندما كان اسمها شرق تركستان وعندما كانت تتمتع ببعض الحكم الذاتي، ويتم اعتبار أي طالب يسأل عن تلك الفترة انفصالي على حد قول أحد مدرسي الدراسات الاجتماعية في المدرسة والذي ينتمي إلى اليوهرو.
(*) خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» خاص ب «مجلة الجزيرة»
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|