|
الضيف
|
ها هو رمضان..
أفضل شهور السنة..
وأقربها لتذكيرنا بالخشية من الله والتقرب إليه..
ها هو يدق علينا الأبواب..
ضيفاً عزيزاً مرحباً فيه..
بعد عام من الغياب والشوق إليه..
***
تعود يا رمضان..
بروحانيتك..
والفرح بقدومك..
والخوف من أن نقصر في الاحتفاء بك..
من أن تودعنا دون أن نبلغ ما يرضي ضمائرنا..
فيما أنت أفضل الشهور..
وأحبها إلينا..
وأقربها لترويض النفس..
والزيادة في العبادات..
***
شهر ولا كل الشهور..
ينادينا أن هلموا إلى الخير..
ويناشدنا بألا نفوّت فرصة الفوز برضا الله..
فما أجمله من شهر كله خير وبركة..
يأخذ المرء فيه طريقه للفوز بما تحبه النفس ويتمناه الإنسان..
وويل لنا إن فرطنا بما دعينا للقيام به..
أو أضعنا أحلى أماني العمر في رب غفور رحيم..
***
يعود رمضان..
ليغير من أسلوب حياتنا..
في ليله ونهاره..
ليعودنا على نمط آخر هو الأجمل والأرقى في السلوك والاستجابة لتعاليم ديننا الحنيف..
ضمن ترويض النفس على التعود لما هو أفضل وادعى للقبول لدى إله مقتدر..
***
فيا إلهي ها نحن الضعفاء وأنت الأقوى نبتهل إليك ان امنحنا الرضا والعفو وقبول الدعوات..
ان ارحمنا برحمتك..
والهمنا الرشد..
ودلنا على ما يقربنا إلى رضاك..
واجعل خواتم أعمالنا في هذه الدنيا ما تقربنا إلى جنتك وتبعدنا عن النار.
خالد المالك
|
|
|
المفكر الفرنسي روجيه جارودي: القرآن سبيل دائم للصراط المستقيم شمولية الإسلام جعلته قادراً على احتواء أصحاب الديانات الأخرى
|
بعد رحلة طويلة من البحث والدراسة من أجل الوصول إلى اليقين اهتدى روجيه جارودي إلى الإسلام وقد جاء اعتناق المفكر الفرنسي للإسلام ليس من قبيل التجربة ولكنه كان شيئا كالانجازات الكبرى في حياة الانسان.
في الثاني من يوليو عام 1982 أشهر جارودي إسلامه، وقبلها اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان ثم حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون عام 1953، وفي عام 1954 حصل على الدكتوراة في العلوم من موسكو. ثم انتخب عضوا في مجلس الشيوخ وفي عام 1970 اسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وبقي مديرا له لمدة عشر سنوات.
وبعد ذلك وعندما شرح الله صدره للإسلام تكونت لديه قناعة بأن الإسلام ليس مجرد دين يختلف عن بقية الأديان فحسب، بل إنه دين الله دين الفطرة التي خلق الله الناس عليها وهو يعني ان الإسلام هو الدين الحق منذ ان خلق الله آدم.. في هذه المرحلة اختلطت الكثير من القناعات لدى جارودي لكن بقي الإسلام القناعة الوحيدة الراسخة وظل يبحث عن النقطة التي يلتقي فيها الوجدان بالعقل، ويعتبر ان الإسلام مكنه بالفعل من بلوغ نقطة التوحيد بينهما ففي حين أن الاحداث تبدو ضبابية وتقوم على النمو الكمي والعنف، في حين يقوم القرآن الكريم على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة. يكتسب فيها الدور الذي يسهم به الإنسان معنى، وان نسيان الله خالق هذا الكون يجعلنا عبيدا هامشيين خاضعين للعديد من الاعتبارات الخارجية، بينما ذكر الله في الصلاة فقط يكسبنا وعيا بمركزنا وبموردنا: الذي هو اصل الوجود دين المستقبل ورغم حداثة إسلام جارودي وكثرة المصاعب التي واجهته سواء من حيث اللغة أوالثقافة استطاع ان يؤلف أكثر من أربعين كتابا منها: وعود الإسلام. الإسلام دين المستقبل. المسجد مرآة الإسلام، الإسلام وأزمة الغرب، حوار الحضارات، كيف أصبح الإنسان إنسانيا. فلسطين مهد الرسالات السماوية. مستقبل المرأة وغيرها وفي كتاب «الإسلام دين المستقبل» يقول جارودي عن شمولية الإسلام: أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقدكان اكثر الاديان شمولية في استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان في قبوله لاتباع هذه الديانات في داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة انه في اطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط اعطاء امكانية تعايش تماذج لهذه الحضارات. بل أيضا اعطاء زخم قوي للايمان الجديد: الإسلام. فقد تمكن المسلمون في ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى في الشرق وأفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد ان هذا الانفتاح هو الذي جعل الإسلام قويا ومنيعا.
التقدم الحضاري
وعن الحضارة الإسلامية يقول» جارودي»: انه لن يحدث الفصل والتجزئة بين الاشياء، في الإسلام، فالعلم متصل بالدين والعمل مرتبط بالايمان والفلسفة مستوحاة من النبوة، والنبوة متصلة بالعقل. هذه الوحدانية في مفهوم الحضارة ومفهوم الجماعة يحتاج إليها عالم اليوم المجزأ في كل شيء وهذا ما جذبني نحو المفهوم الإسلامي للوجود وعلى جانب آخر يقول جارودي: ان ما يجعل الانسان انساناً هو امكانية تحقيقه للمقاصد الإلهية، وفي استطاعته ان يلتزم بالعهد او ان ينقض العهد، فعلى حين أن الإسلام لا يدخل في نطاق إرادة المخلوقات الأخرى من نبات وحيوان وجماد. اذ لا تستطيع الهروب من القوانين التي تسوسها. نجد ان الانسان وحده يستطيع الامتثال. فيصبح مسلما بقرار حر وباختيار كامل عندما يعي نظام الوحدة والكل الذي يكسب الحياة معنى. وهو مسؤول مسؤولية كاملة عن مصيره طالما باستطاعته ان يرفض او يستسلم للواجبات المفروضة عليه ويؤكد جارودي على أن القرآن خالد وأبدي ويستطيع في كل وقت وزمن من التاريخ ان يفهمنا ويوضح لنا الطريق أو الصراط المستقيم وأن يرينا الهدف ويفند ادعاءات الغرب ضد الإسلام موضحا أن روحانية الإسلام تجلت في صورة عديدة بقوله: ان الإسلام وضع اللبنه لحل مشاكل الإنسان الروحية. ولكنه لايحلها بنفسه إنهم الاشخاص الذين يحلون المشاكل ويبحثون عن الحلول لها، وواجه جارودي حملة ضارية في أوروبا بعد صدور كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسات الاسرائيلية) الذي فند فيه مزاعم الاسرائيليين فيما حدث لهم أيام الحرب العالمية الثانية من اضطهاد واكذوبة الرقم الذهبي الذي يبتزون به الضمير العالمي، ورغم ذلك تزداد صلابة الرجل الذي تجاوز الثمانين من عمره وتمسكه بما أورده في كتابه وهو يواجه اللوبي الصهيوني الأوروبي والمحاكمة التي خضع لها وفق قانون جيسو الفرنسي الذي يحرم المساس او تكذيب الاضطهاد النازي لليهود ويقف، جارودي وحيدا إلا من إيمانه بالله وبالإسلام ويقينه من أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.
* وكالة الصحافة العربية القاهرة
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|