|
الضيف
|
ها هو رمضان..
أفضل شهور السنة..
وأقربها لتذكيرنا بالخشية من الله والتقرب إليه..
ها هو يدق علينا الأبواب..
ضيفاً عزيزاً مرحباً فيه..
بعد عام من الغياب والشوق إليه..
***
تعود يا رمضان..
بروحانيتك..
والفرح بقدومك..
والخوف من أن نقصر في الاحتفاء بك..
من أن تودعنا دون أن نبلغ ما يرضي ضمائرنا..
فيما أنت أفضل الشهور..
وأحبها إلينا..
وأقربها لترويض النفس..
والزيادة في العبادات..
***
شهر ولا كل الشهور..
ينادينا أن هلموا إلى الخير..
ويناشدنا بألا نفوّت فرصة الفوز برضا الله..
فما أجمله من شهر كله خير وبركة..
يأخذ المرء فيه طريقه للفوز بما تحبه النفس ويتمناه الإنسان..
وويل لنا إن فرطنا بما دعينا للقيام به..
أو أضعنا أحلى أماني العمر في رب غفور رحيم..
***
يعود رمضان..
ليغير من أسلوب حياتنا..
في ليله ونهاره..
ليعودنا على نمط آخر هو الأجمل والأرقى في السلوك والاستجابة لتعاليم ديننا الحنيف..
ضمن ترويض النفس على التعود لما هو أفضل وادعى للقبول لدى إله مقتدر..
***
فيا إلهي ها نحن الضعفاء وأنت الأقوى نبتهل إليك ان امنحنا الرضا والعفو وقبول الدعوات..
ان ارحمنا برحمتك..
والهمنا الرشد..
ودلنا على ما يقربنا إلى رضاك..
واجعل خواتم أعمالنا في هذه الدنيا ما تقربنا إلى جنتك وتبعدنا عن النار.
خالد المالك
|
|
|
ضوء أخضر أمريكي للارهاب الشاروني ضد سوريا ثورة إسرائيل محل خزف
|
*
إعداد أشرف البربري ومحمد الزواوي
لقد قوبل الهجوم الإسرائيلي على سوريا قبل اسبوعين بإدانة واسعة، باعتباره هجوما «متهورا انتهك جميع القوانين الدولية»، فلقد قامت إسرائيل بشن هجوم جوي انتقامي على مخيم فلسطيني يبعد 14 ميلا شمال العاصمة السورية دمشق، رداً على العملية الفدائية التي دمرت المطعم الإسرائيلي في حيفا. وقد زعمت الحكومة الإسرائيلية أن ذلك المخيم تجرى فيه تدريبات للجهاد الإسلامي، في حين صرحت سوريا بأن ذلك المخيم لا يؤوي سوى اللاجئين الفلسطينيين. وقد دعا الرئيس بوش إسرائيل إلى «ضبط النفس»، في الوقت الذي قالت فيه صحيفة «الجارديان» البريطانية أن الهجوم الجوي كان «عملا طائشا ومتهورا ومشابها لطبيعة إسرائيل التي تعد نموذجا واضحا لازدراء وخرق القانون الدولي». شارون يحاول جر سوريا الى حرب غير متكافئة للهروب من الوضع الداخلي المتردي في اسرائيل عسكريا واقتصاديا ولكن القيادة السورية كانت اكثر حكمة في الرد على التهورالاسرائيلي وفضلت في هذه المرحلة رفع شكوى لمجلس الامن، واعلنت بعد ذلك المتحدثة باسم الخارجية السورية ان سوريا تملك حق الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم إسرائيلي جديد.
يقول بريندان أونيل المحلل السياسي في تقرير نشره موقع «بوليتكس سبيكس»: من المؤكد أن ذلك الهجوم قد عبر عن الاستخفاف والاستهتار الإسرائيلي، بيد أن قصف سوريا هو إشارة على ضعف إسرائيل وليس على قوتها؛ فتحول إسرائيل لمهاجمة سوريا لا يعد ضمن إرادة إسرائيل لبسط «الهيمنة العسكرية» الإسرائيلية على الشرق الأوسط. ولكن في المقابل كما أشار تقرير صدر في 6 أكتوبر الماضي أن تلك الخطوة تعد مثالا واضحا على تخبط إسرائيل، وغرقها في الخوف واليأس.
ويتابع اونيل قائلا: بعيدا عن تبرير إسرائيل لتحركاتها العسكرية على أنها إجراءات دفاعية عن سيادتها وعن أراضيها، فإن إسرائيل قد تطفلت وتسلقت على ظهر «الحرب ضد الإرهاب» من أجل تبرير هجماتها على أعدائها، فقد اعتبرت حكومة أرييل شارون أن «الحملة الدولية ضد الإرهاب» تبرر التوغل الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، والآن لهجومها على سوريا، وإذا ما كانت الهجمات على سوريا تدل على شيء، فإنها تدل على القلاقل التي سوف تنشأ نتيجة تحويل «الحرب ضد الإرهاب» إلى مبدأ منظم لتشكيل العلاقات الدولية.
تقليد الأمريكيين
وقد كان ذلك هو أول هجوم إسرائيلي خطير يوجه ضد سوريا منذ 30 عاما، منذ حرب أكتوبر عام 1973. وقد فسرت إسرائيل تبريرها لتلك الهجمات على لسان أحد المسئولين الإسرائيليين أفي بازنر الذي صرح قائلا: «أي دولة تأوي إرهابيين، أو تدرب الإرهابيين، أو تدعمهم وتشجعهم، سوف تكون مسئولة وسوف تدفع ثمن ذلك»، وقد بدا هذا الكلام مشابها تماما لخطبة ألقاها الرئيس بوش في أوائل هذا العام، عندما قال: «أي شخص أو منظمة تدعم أو تحمي أو تأوي الإرهابيين فسوف تعد متواطئة في جريمة قتل الأبرياء».
وقد تزايد الشعور الإسرائيلي بالعزلة على الساحة الدولية، والتي يراها كثير من الدول على أنها نظام بائد، والسلطات الإسرائيلية لا تبدو أنها قادرة على تبرير ضرباتها الانتقامية بمصطلحاتها وطبقا لمصالحها، ولكنها في المقابل تحولت إلى الحرب الغربية ضد الإرهاب بصفة عامة في محاولة يائسة منها لإضفاء صورة الشرعية على تحركاتها، وقد صرح شارون قبل ذلك أنه «مثلما أن الولايات المتحدة تتحرك في الحرب ضد الإرهاب مستخدمة في ذلك كل قوتها وقدرتها، فنحن أيضا سنفعل ذلك».
ويرى الكثيرون في اليسار الأمريكي أن إسرائيل هي التي تمسك بخيوط السياسة الخارجية الأمريكية، وهي التي تحدد كيفية تحرك إدارة بوش في الشرق الأوسط، وفي واقع الأمر فإن إسرائيل المعزولة تجلس مختبئة في كواليس الحرب العالمية ضد الإرهاب، وتقرأ من نصوص تلك الحرب لكي تبرر تحركاتها العسكرية.
نصائح أمريكية
وكثيرا ما قامت إدارة الرئيس بوش باتهام سوريا وتوجيه انتقادات حادة لها، وفي الواقع أن التصريحات الإسرائيلية عن الحرب ضد الإرهاب تدل على خسارتها لحصة كبيرة من السياسة الأمريكية ومن تأييد السياسيين الأمريكيين، فبعد الهجوم على سوريا ربما صرح الرئيس بوش بأن إسرائيل «لها الحق في الدفاع عن نفسها»، ولكنه أيضا دعا إسرائيل إلى «تجنب خلق مزيد من التوتر» وأكد على الدعم الأمريكي لقيام دولة فلسطينية. وقد قامت الحكومة الإسرائيلية بصياغة مصطلحاتها الخاصة بها للتعبير عن العلاقات الدولية بدلا من الدفاع عن حقها في الدفاع والهجوم، وذلك بعدما سئمت الجلوس جانبا لوقت طويل بعد نفاد صبر الإدارة الأمريكية.
وقد كانت دعوة بوش لإسرائيل بأن «تكبح جماح نفسها» ذات مغزى خاصة في أعقاب قصف سوريا. ففي خضم الحرب الجديدة «على الإرهاب» فإن بوش ومؤيديه قد نقلوا تركيزهم من القاعدة إلى طالبان ثم إلى أولى الدول في محور الشر (العراق وإيران وكوريا الشمالية)، ثم إلى مجموعة دول اخرى في محور الشر (ليبيا وكوبا وسوريا)، ثم بعد ذلك ربما يتنقل إلى «الستين دولة» الباقية التي ربما تبدو أنها تمثل خطرا أو تهديدا على العالم، وكجزء من هذه العملية، فإن إدارة بوش كثيرا ما خصت سوريا بالإدانة والاتهامات.
ففي أبريل الماضي، وأثناء الحرب على العراق، دعا ريتشارد بيرل الكونجرس إلى الموافقة على «قانون تحرير سوريا»، في حين اتهم كل من دونالد رامسفيلد وكولن باول سوريا بأنها تأوي المسئولين العراقيين السابقين إضافة إلى الإرهابيين.
وتصريحات الإدارة الأمريكية ضد سوريا ربما توحي بالكثير، خاصة بعدما شعرت الإدارة أن الحرب على العراق اتخذت منحى آخر وخرجت عن السيطرة في بدايتها في أوائل مارس وأبريل هذا العام، ولكن مثل تلك الحرب الكلامية لها أثر على الأرض، فبعدما تمت إدانة سوريا على أنها دولة «شريرة»، وكدولة أصبحت يانعة لتغيير النظام فيها، وكدولة يزعم أنها تأوي شبكات إرهابية، فإن بوش ومؤيديه لا يمكن أن يصابوا بالدهشة عندما تقوم إسرائيل بمهاجمة سوريا، كجزء من تعهد إسرائيل الظاهر تجاه الحرب الدولية ضد الإرهاب.
العلاقات الدولية فيما يتعلق بمقاتلة تلك «الثلة الخارجة عن القانون»، وحول الوقوف ضد جماعات الإرهاب الصغيرة التي يبدو أنها تشكل خطراً على العالم المتحضر، يمكن بسهولة أن يزيد من درجة عدما لاستقرار في تلك الأجزاء من العالم التي بالفعل تمر بحالة من عدم الاستقرار.
نفوذ المحافظين الجدد
من جانبه يرى الكاتب جيم لوبي في مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية انه على الرغم من احتمال أن يكون المحافظون الجدد داخل وحول إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش في موقف دفاعي حاليا بسبب تدهور الاوضاع في العراق إلا أن رد فعل الرئيس بوش على الهجوم الامريكي ضد سوريا أكد أنهم مازالوا على مقعد القيادة في البيت الابيض، فالواقع يشير إلى أن الرئيس بوش نفسه يرفض أي انتقاد للهجوم الاسرائيلي وهو ما يوضح إلى أي مدى نجح المحافظون الجدد في ربط السياسة الامريكية بسياسة الحكومة اليمينية في إسرائيل وهو الهدف القديم منذ حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق مناحم بيجن. فقد كان المحافظون الجدد هم الذين دافعوا عن الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 والحصار الداميلبيروت الذي أعقب هذا الاجتياح. وكان ذلك في عهد إدارة الرئيس الاسبق رونالد ريجان التي وعلى الرغم من مساندتها للاجتياح الاول إلا أنها لم تعلن صراحة تأييدها للغزو بل إنها نأت بنفسها فيما بعد عن إسرائيل بعد أن تحول الغزو إلى حصار للعاصمة بيروت.
موقف جديد
ولكن الرئيس بوش أعلن رسميا تأييده
للهجوم الاسرائيلي على سوريا بزعم أنه استهدف معسكراً لتدريب المسلحين الفلسطينيين كما أن هذا الموقف جديد تماما على دبلوماسية الإدارة الأمريكية في الشرق الاوسط، ففي عام 1981 عندما قصفت الطائرات الاسرائيلية المفاعل النووي العراقي أدانت الولايات المتحدة هذا القصف وعلى عكس ما حدث الآن انضمت إلى أعضاء الامم المتحدة في مجلس الامن لإصدار قرار يدين العدوان الاسرائيلي ضد العراق، وفي الواقع فإن بوش قال لشارون في بيانه الذي أصدره في اعقاب الهجوم الاسرائيلي على الاراضي السورية أن «إسرائيل لا يجب أن تشعر بأي قيود في دفاعها عن نفسها» وهو تصريح لإسرائيل غير مسبوق لمهاجمة أي دولة تريدها بدعوى الدفاع عن النفس، ومما يزيد خطورة ترخيص القتل الذي منحه بوش أن شارون هذا بالتحديد لم يكن فقط هو مهندس غزو لبنان عام 1982 ولكنه هو الذي تقدم لحصار بيروت دون الحصول على موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت مناحم بيجن، ويؤكد الخبراء والمؤرخون أن بيجن كان يريد عملية عسكرية محدودة لكن شارون الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في ذلك الوقت اخذ بزمام المبادرة ووسع العملية العسكرية لتصبح اجتياح كامل وحصار للعاصمة بيروت، والحقيقة أن من أهم معتقدات المحافظين الجدد أن أمريكا وإسرائيل يواجهان نفس الاعداء ويشتركان في نفس القيم وأن سوريا في قائمة هؤلاء الاعداء. وفي إسرائيل بالتحديد، فان اعضاء حزب الليكود ينظرون إلى سوريا باعتبارها أخطر نظام عربي على أمن إسرائيل، بل إن هناك الكثيرين داخل الإدارة الأمريكية وخارجها كانوا يريدون جعل سوريا الهدف الاول للحرب الامريكية ضد ما يسمى بالارهاب وكشفوا عن تقرير تم إعداده منذ أربع سنوات يطالب باستخدام القوة لنزع أسلحة الدمار الشامل السورية وإنهاء وجودها العسكري في لبنان.
ومن بين الموقعين على هذا التقرير الذي أعده مركز أبحاث موالٍ لإسرائيل يسمى منتدى الشرق الاوسط واللجنة الامريكية لتحرير لبنان نائب رئيس مجلس الامن القومي الامريكي حاليا لشئون الشرق الاوسط إليوت إبرامز ونائب وزير الدفاع دوجلاس فيث ونائب وزير الخارجية للشئون العالمية بولا دوبرنيكسيو، وهما اثنان من المستشارين المرتبطين بمؤسسات المحافظين الجدد مثل معهد «أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت» وآخر يعمل استشارياً لشئون الشرق الاوسط لصالح كل من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الامريكيتين وهما على التوالي مايكل روبن ودايفيد ويرسمير.
كما تتضمن قائمة الموقعين على هذا التقرير ريتشارد بيرل المدير السابق لمجلس سياسات الدفاع التابع لوزارة الدفاع الامريكية والرجل القوي في الوزارة حتى الآن. والسفيرة الامريكية السابقة لدى الامم المتحدة جين كيرباتريك ومايكل ليندن ودايفيد ستينمان رئيس المعهد اليهودي لشئون الامن القومي، وباستثناء كيرباتريك فإن كل هذه الاسماء تلعب دورا مؤثرا في توجيه السياسة الامريكية لإدارة الرئيس بوش.
وفي دراسة تحت عنوان «الدور السوري في لبنان و الولايات المتحدة» التي أعدها دنيال بيبس رئيس منتدى الشرق الاوسط والذي عينه مؤخرا الرئيس بوش رئيسا لمعهد السلام في واشنطن على الرغم من الاعتراضات الواسعة من جانب الكونجرس بسبب مواقفه العنصرية ضد العرب والمسلمين، ركزت الدراسة على أن الوجود السوري في لبنان يتعارض تماما مع القيم الامريكية. وأكدت الدراسة أسفها بسبب الانسحاب الامريكي الكارثي من بيروت عام 1983 بدلا من مواجهة النظام السوري الذي يعد النظام الوحيد الذي تربطه بواشنطن علاقات دبلوماسية كاملة على الرغم من وجود بلاده على قائمة الارهاب التي تصدرها وزارة الخارجية الامريكية سنويا.
تطالب المجموعة بضرورة المواجهة مع سوريا بدءا من تشديد العقوبات والحصار الاقتصادي على سوريا وصولا إلى القوة العسكرية إذا لزم الامر.
محاسبة سوريا
وليس مفاجأة ان نفس هذا الكلام هو ما ورد في مشروع قانون «محاسبة سوريا» الذي ينظره الكونجرس حاليا بهدف فرض عقوبات ضدها، ويرى البعض أن الهجوم الإسرائيلي على سوريا كان يهدف إلى الاسراع بإصدار هذا القانون.
كما كانت سوريا هدفا لخطاب مفتوح تم توجيهه إلى الرئيس بوش بعد أيام قليلة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر من جانب مجموعة «القرن الأمريكي الجديد» وهي جماعة مرتبطة بمعهد أمريكان «إنتربرايز إنستيتوت» الذي يوجهه وليام كريستول رئيس تحرير مجلة «ستاندرد ويكلي» لسان حال المحافظين الجدد.
وقد تضمن هذا الخطاب الذي تم توجيهه في العشرين من سبتمبر 2001 دعوة الرئيس بوش إلى اتخاذ خطوات عسكرية لاطاحة بنظام حكم حركة طالبان في أفغانستان والإطاحة بصدام حسين حتى لو لم يوجد دليل على ارتباطه مباشرة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ومنع المساعدات عن السلطة الفلسطينية إذا لم توقف العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين. كما دعت الولايات المتحدة الامريكية إلى استهداف حزب الله اللبناني وأضافت «نعتقد أنه على الإدارة الأمريكية أن تطالب كل من إيران وسوريا بالوقف الفوري للدعم المالي والسياسي لحزب الله وعملياته. وإذا ما رفضت سوريا ولبنان الخضوع لهذا الطلب يجب على الإدارة الامريكية اتخاذ كل الاجراءات اللازمة ضد الدولتين».
وقد وقع على ذلك الخطاب المفتوح 39 من أبرز أعضاء اليمين الامريكي وأغلبهم من المحافظين الجدد مثل كريستول نفسه وريتشارد بيرل وكيركباتريك. كما تضمن الخطاب «يجب أن تظل إسرائيل أقرب حلفاء أمريكا في حربها ضد الإرهاب وبخاصة في الشرق الاوسط. ويجب على الولايات المتحدة دعم حليفها الديموقراطي في الحرب ضد الإرهاب» وطوال الحرب الامريكية ضد العراق ظل هؤلاء الناس بالاضافة إلى شركائهم داخل الإدارة الامريكية مثل نائبي وزير الدفاع بول وولفويتز ودوجلاس فيث يؤكدون أن سوريا تمثل تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة الامريكية وقواتها في العراق وأشار بعضهم إلى أن دمشق تأوي كبار المسئولين في النظام العراقي المنهار وأسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال وولفويتز في إبريل الماضي «يجب أن يحدث تغيير في سوريا» وأضاف أن الحكومة السورية «نظام غريب ومتطرف جداً» وفي الوقت نفسه خرج علينا أحد الأشخاص المرتبطين بالمحافظين الجدد وهو المدير السابق للمخابرات المركزية الامريكية جيمس وولسي ليقول إنه يجب اعتبار الحرب ضد الارهاب هي الحرب العالمية الرابعة التي يجب أن تتضمن الانظمة الفاشية في كل من العراق وسوريا.
وفي إطار هذا السياق جاء قرار شارون بمهاجمة سوريا لكي يلقى بمزيد من الضوء على أن سوريا تمثل أحد أهداف الحرب ضد الإرهاب. وقد جاء الهجوم في وقت يقف فيه المحافظون الجدد موقف دفاعي بسبب تدهور الاوضاع في العراق وظهور كذب إدعائتهم بشأن خطر الاسلحة العراقية المحظورة والتي لم تعثر عليها القوات الامريكية واستمرار المقاومة العراقية حيث لم يخرج الشعب العراقي لاستقبال القوات الامريكية بالورود كما كان هؤلاء يزعمون، ولذلك فإن تحويل الانتباه نحو سوريا يساعدهم في لفت الانظار بعيدا عن المأزق العراقي.
والحقيقة أن تأييد الرئيس بوش للهجوم الاسرائيلي ضد سوريا وتبريره له باعتباره دفاعا عن النفس يؤكد أن الرئيس بوش يرى أن العلاقة الاستراتيجية مع إسرائيل أكثر اهمية مما كان يحلم به المحافظون الجدد بالنسبة لأي رئيس أمريكي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|