جدة – صالح الخزمري
لم يختلف الكاتب والصحفي يحيى با جنيد عن الكثيرين عندما ألمح لمستقبل الصحافة الورقية معتبراً أن التقنية فرضت نفسها ولا شك أن توزيع الصحف قد تأثر والمستقبل للإلكترونية لكن نظل نتعاطف مع رائحة الحبر.
با جنيد أكد في حديثه بأسبوعية د. عبد المحسن القحطاني أنه ليس عيباً أن يقيم الكاتب علاقة حميمية مع قرائه ولكن العيب أن يشرق وهم يغربون ويبكي وهم يضحكون هنا يكون قد فقد خارطة الطريق ولا بد من التنويع بين الكتاب لأن الناس ليس لهم ذائقة واحدة وعلى الصحيفة أن تبحث عن التنوع.
ومهما ذاع صيت الكاتب فلن يشفع له إلا إذا حافظ على وهجه وأقام علاقة مع قرائه فمن هو من غير القراء.
وأضاف أن الكاتب الذي ليس له قراء من حق رئيس التحرير أن يستغني عنه وقال إن الكتابة الساخرة ليست تهريجا. وعن كتاباته قال لقد أحببت قرائي وتعلمت منهم الكثير وليست لدي حلول في كثير مما أطرحه.
با جنيد الذي كان حديثه غاية في البساطة مطعما باللهجة الجداوية عرج على بداياته الصحفية، من العتبة من مخبر إلى محرر إلى مدير تحرير إلى رئيس تحرير ولم يتسلق أسوار الصحافة في غفلة من العسس.
واعتبر تسلم السلطة الصحفية بينه وبين محمد صادق دياب وحسن الظاهري مثالا رائعا ولهم الريادة حيث سلمت السلطة بلا ضجيج واستمروا أصدقاء. با جنيد كان يتذكر الرموز الصحفية ويقول كان من حسن حظي أن أتيح لي التعرف عن قرب على عدد من الرموز ومنهم:
حمزة شحاتة، محمد حسين زيدان، محمد حسن فقي، محمد حسن عواد، محمود عارف، طاهر زمخشري، أحمد عبيد، الشيخ حسن عبد الله آل الشيخ واقفا على بعض المواقف العالقة بالذاكرة معهم فالزيدان كان لا يحب أن يكتب وإنما يملي وقد أملأ عليه وعلى الجفري موقفاً مع محمد حسن عواد عندما امتدحه وسأله عن سرقة نص شاهده في التلفزيون وكيف أقنعه بأنها ليست سرقة وإنما هو من قام بكتابته فكانت فرحته التي لا توصف. ومواقف مع أحمد عبيد وعبد المجيد شبكشي.
وفي تعليق له على تساؤل حول كونه نسخة من المناع أم العكس قال: المناع أستاذي. وعن المواقف المأساوية التي مرت به والتي عاشها كأي صحفي قال: الكراسي لا تخلد أحداً وأقصر الناس عمراً في المهنة رؤساء التحرير.
-
