Culture Magazine Thursday  06/06/2013 G Issue 409
نصوص
الخميس 27 ,رجب 1434   العدد  409
 
قصة قصيرة
طاقية
محمد اليحيا
-

 

قلب الأم الذي يتدفق باستمرار بالحب والحنان الذي لا يوازيه أي حب في العالم، كانت نبع العطاء تحلم بأن ترى ابنها البكر كسائر الأطفال الذين في سنه، وعلى الرغم من وضعهم المادي العادي إلا أنها كانت حريصة على ألا تحرم ابنها الوحيد ما يتمناه حسب قدرتها لم تكن تعده بتحقيق ما يريد بل كانت تحاول إقناع بعبارة - إن شاء الله - حيث تظل توفر من مصروف البيت البسيط بالتنازل عن بعض الأشياء وان كانت ضرورية، كل هذا لكي تسعد طفلها.

أحست في أحد الأيام أن طفلها الصغير كلما رأى أحد الأطفال يرتدي طاقية مطرزة بالجنيهات والزري يأخذها من أقرانه ويرتديها لبعض الوقت ما يلبث صاحبها إلا ويأخذها منه.

تمكنت أمه من جمع المبلغ الذي يمكنها من تحقيق رغبة طفلها حيث اشترت له «الطاقية» وكم كانت فرحة الطفل بها كبيرة حيث أصبح يرتديها ويخرج للعب مع الأطفال..

لكن.. «يا فرحة ما تمت» كما يقال.. ففي أحد الأيام ذهبت الأم مع أسرة زوجها للترفيه في حديقة الحيوان بالرياض وبعد عدة جولات على أقفاص وحظائر العديد من الحيوانات توقفت الأم وطفلها ومن كان بصحبتهم أمام حظيرة وحيد القرن حيث يتأمل الجميع هذا الحيوان والمخلوق العجيب في حجمه تبارك الله.

وفي غفلة من الأم الغالية نزع محمد الطاقية من فوق رأسه ومد يده نحو وحيد القرن وكأنة يناوله طعاما حيث كان الحيوان الضخم يراقب الطفل حيث خطف الطاقية بسرعة فائقة أذهلت الطفل ووالدته التي حاولت انتزاع الطاقية لكن الحيوان كان أسرع في التهامها تأثر الجميع لكن الأم ومن معها حمدوا الله أن الطفل كان بعيدا ولم يصل وحيد القرن ليد الطفل، لكن الطفل في وضع حزين على فقده للطاقية الزاهية..

غادر الجميع الحديقة في وضع محزن بسبب حالة الذهول التي كان فيها الطفل وتأثره من الموقف.. كانت عينا محمد تذرف الدموع وأمه تحمد الله الذي نجى ابنها من ذلك الحيوان المفترس وتعده بطاقية أخرى، لكن بشرط أن يحافظ عليها.

-


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة