أن تسافر إلى موانئ لا تحمل بوصلة جهاتها...

أن تسافر إلى أماكن تجهلك

ومدن لا تتذكر ملامحك

وطرق ليس لديها بصمة وقع أقدامك فوق أرصفتها

وأن يبلغك مدير الصحة هناك...

إن جيناتك من هذه المدينة ولكن ملف أوراق تسجيل ميلادك مفقود...

هذا أنا أقرر السفر إلى المدينة العائمة فوق بحيرة الزمان لأبحث عن شهادة ميلادي... وعن نوع فصيلة دمي... وعن أول مسجد سمعت منه الأذان.

****

مسافر هذا المساء إلى التاريخ...

مسافر لأرى الوجوه السمر التي أنهكها دوار البحر

لأرى العيون التي تغازلها الشمس

مسافر لأرى ظلك هناك

ولأمر أمام بوابة بيتكم حيث صالون أبيك ومنتداه الثقافي

مسافر لأعانق شجرة الفل العتيقة المزروعة خلف أبواب الغياب... لعلي أتنفس منك ملمحاً..

أشكرك يا ضنينة الوعد لأنك هيأت لي هذه الرحلة.

أشكرك لأنك جعلتني أقوم بهذه الزيارة الجديدة للتاريخ،

وأشكرك لأنك أعدتني للحياة..

فما قيمة الحب أن لم يبعث التاريخ... ويهب لنا الحياة.

«البستاني»

-