هي غيمةٌ بين الثيابِ

ولا تكفُّ عن المطرْ..

هي لا تفتش في السرابِ

عن الدموع، ولا تراقب في السماءِ

سوى القَدَرْ..

هي لا تحرِّضُ بالغيابِ

سوى الرجوع، ولا تمدُّ إلى اللقاءِ

سوى احتمالات السَفَرْ..

فهي التناقضُ، والتضامنُ

والتفاني، والحذرْ..

في القلب تسكنُ؟ ربما

سكَنَتْ– كذلكَ – في الحَجَرْ..

ولأننا كنا نختبر الحجارة بها، ونختبر أنفسنا بأطوارها، تعلمنا القسوة الناعمة ووزعنا على من نحبّ بعضاً من خياراتنا المقررة.. وقلنا: الآن تصعدُ، الآن تتلاشى الأشياءُ من حولها، ونسينا أنها بعضُ أشياء!

كان التعايشُ فلتتين

الفلتة الأولى.. تذوبُ

على المسام، وتستبيح عروقنا

والفلتة الأخرى.. تغيّبنا طويلاً

ثم تجعلنا نؤوب، إذا نتوبُ

وكنتُ أتبعُ لحظتي..

كانت تراودني.. معي

كانت، فكنتُ كما تكون، لأنها كانت من الأجفان تنزلُ

كي تعانقني تماماً.. مثل حزنٍ

ثم تكسر أضلعي..

سأكونُ طفلاً لو غفوتُ

أكون تمثالاً لطفل الوهم؟

إني هكذا..

لكنْ

مللتُ

من الخجلْ

ومللتُ أعطشُ في البلل..!

وهم دائما على حالهم: يودّعونك مرة، ومرات يستودعونكَ أماناتٍ لستَ تفهمها.. ويقولون لك بما يشبه الإيماء: احتمل صبرنا عليك، كن الأكثر صبراً، وغادرْ..

فأنتَ، وإن هجّروكَ.. ستبقى

وأنتَ، وإن قيّدوكَ.. تهاجرْ

فمن أين ستأتي بصلابةٍ تجعل من الحجر المتفتت فيكَ ملاذاً يتجدد من أجلكَ كلما ضاقت بكَ الأجواءُ، وتولّى خطوتكَ التيهُ،بعد أن ضجرتْ بأنفاسكَ الحيطان..؟

ارمِ المدينةَ في الحقيبةِ

يا غريباً، وانطلقْ..

واطلقْ جوادكَ في القرى

سترى هنالكَ أن مائدةً

تحطُّ على بساطكَ،

تستعيدُ عليكَ أسئلةً

تقودكُ للأجَلْ:

هل كنتَ أنتَ؟ وأينَ كنتَ؟

وأينَ بيتكَ؟ أينَ تمضي؟

لا تجبْ..

فأنا السؤالُ.. أنا الحقيقة والخيالُ

أقولُ: ضعتُ، ولم أزلْ.

* صياغةٌ جديدة لعنوانٍ قديم.

-