في هذه المقالة سأحاول أن أبدو كعدسة تصوير لا تتكلم! وإنما تشاهد ما يحدث إزاء الأزمة السورية, وما يجري خلف قضبان المصالح, وكواليس الانتقام!
ذات يوم خرجت الآلاف تشيع جثمان الأسد الأب, وسط صرخات النساء المرهقات عويلا على ذلك الدكتاتور المرعب, لترسخ الشعوب العربية أكذوبة العويل على مزابل التاريخ التي لم تقف يوما وراء الحلم العربي, بل باعت أراضيه دون ثمن كما حدث في الجولان.
وغيبت شعبا بأكمله عن الحضارة لعقود كما فعلت في ليبيا, وصنعت القداسة الأمنية الحصينة على حرية التعبير كما حدث في تونس, وجعلت 80 مليون نسمة في قبضة الغرب كما حدث في مصر! وسمحت لكل سوسة أو دودة حمراء لنخر اليمن كما فعل صالح! ومن قبلها الضربات المؤلمة في عهد صدام, وصورة مع التحية للمالكي ومالكيه.
اليوم سوريا لا تصرخ طالبة القمح! أو الكرامة! أو حتى السلام! فقد تجاوزت هذه المعاني منذ فترة! فلم تعد الكرامة المطلب الأول للسوريين, بل أصبحت الكرامة اليوم مطلبا للأسد ومعاونيه, وأضحت سوريا الجديدة أمل كل مواطن سوري, وحلم كل مهتم بها!
لم يعد السوريون اليوم يعملون طوال ساعاتهم لهزم النظام, فالنظام زائل لا محالة, ولكنهم يخصصون جزءا من وقتهم لتخطيط سوريا المستقبل! سوريا النور التي لن تقل أهمية فيما بعد عن تركيا!
وعدا عن ذلك فقد شكل الحدث درعا عربيا إنسانيا في وجه الطائفية التي يمارسها النظام السوري, والتي تبدو الآن في القصير كصراع وجود لا صراع حدود!
لقد شكلت هذه الازمة المؤلمة تناغما في أصوات المبدعين الذين رسموا بريشاتهم الخضراء صورة سوريا الغد, وجمعت بدورها صفحات الموهوبين, ليشكلوا وحدة لم نر مثيلها من قبل!
الأدباء العرب يقفون صفا في تحية شعب جبار صامد, لا يملك سكاكين الفاكهة ليدافع بها عن نفسه أمام وحش كاسر لا يطلب سوى لون الدم ومنظر الانتقام!
والمفكرون بعروبتهم الثائرة ينشدون بُومة الشؤم, لتطبق بمخالبها على النظام الآثم الذي يقتل شعبه بسواطير الطائفية الماحقة!
كما وتعانق كل الشعوب العربية اليوم جدران مساجدها, لاهجة بسيوف الدعاء وفوانيس الذكر!
لقد أجمع العالم قبل الآن على حل سريع للأزمة السورية, يكفل تنحي الأسد, إلا أن هذا الشيء لن يحدث بدون إرادة الشعب السوري, فالسوريون اليوم قلبوا موازين الثورات السابقة, فلن يسمحوا لنظام الأسد بالسقوط دون إرادتهم القوية, ولن يسمحوا لكل طائفي وطئت قدمه أرضهم بالخروج منها سالما كما دخل, فقد استعاروا برغبةٍ لقبا أطلقته إيران على نفسها حينما نعتت أراضيها بالمستنقع المميت قبل 6 أعوام ردا على تهديداتٍ أمريكية!
وها هي سوريا اللحظة مستنقع مميت لأعضاء حزب الله, والحرس الجمهوري, وغيرهم من شبابيح الأزقة المتسخة, والذين ولدتهم أمهاتهم يصرخون خوفا, كما هو حالهم الآن!
وبقي أن يتحد صف واحد هو صف السياسيين, لينذروا بقرارٍ يشفي صدور الإنسانية جمعاء, وقد شهدوا على جرم النظام الحالي ومن معه!
وأضحى من الواجب علينا عدم لوم الأسد على بقائه, أو السوريين على ثورتهم, لأن الإنسانية جمعاء ستلوم كل العالم, الذي كان قادرا في يوم ما على حلها بشكل سريع!
لقد كان التأخير في «حل الأزمة السورية بإسقاط النظام» منعطفا خطرا على حياة السوريين, فبالأمس تقتحم جبهة النصرة براءة الشعب السوري, والذين لم يعرفوا القاعدة قط! واليوم تدوس أقدام مثل هذه المنظمات الإرهابية حدود بلاد الشام بعد أن قل دعم الجيش الحر ليحكم سيطرته على حدود سوريا الطاهرة.
نأمل بدورنا كمثقفين أن يتمكن «معنى الإنسان» من نفوس القادرين على حل الأزمة السورية.
كاتب واكاديمي سعودي
في هذه المقالة سأحاول أن أبدو كعدسة تصوير لا تتكلم! وإنما تشاهد ما يحدث إزاء الأزمة السورية, وما يجري خلف قضبان المصالح, وكواليس الانتقام!
ذات يوم خرجت الآلاف تشيع جثمان الأسد الأب, وسط صرخات النساء المرهقات عويلا على ذلك الدكتاتور المرعب, لترسخ الشعوب العربية أكذوبة العويل على مزابل التاريخ التي لم تقف يوما وراء الحلم العربي, بل باعت أراضيه دون ثمن كما حدث في الجولان.
وغيبت شعبا بأكمله عن الحضارة لعقود كما فعلت في ليبيا, وصنعت القداسة الأمنية الحصينة على حرية التعبير كما حدث في تونس, وجعلت 80 مليون نسمة في قبضة الغرب كما حدث في مصر! وسمحت لكل سوسة أو دودة حمراء لنخر اليمن كما فعل صالح! ومن قبلها الضربات المؤلمة في عهد صدام, وصورة مع التحية للمالكي ومالكيه.
اليوم سوريا لا تصرخ طالبة القمح! أو الكرامة! أو حتى السلام! فقد تجاوزت هذه المعاني منذ فترة! فلم تعد الكرامة المطلب الأول للسوريين, بل أصبحت الكرامة اليوم مطلبا للأسد ومعاونيه, وأضحت سوريا الجديدة أمل كل مواطن سوري, وحلم كل مهتم بها!
لم يعد السوريون اليوم يعملون طوال ساعاتهم لهزم النظام, فالنظام زائل لا محالة, ولكنهم يخصصون جزءا من وقتهم لتخطيط سوريا المستقبل! سوريا النور التي لن تقل أهمية فيما بعد عن تركيا!
وعدا عن ذلك فقد شكل الحدث درعا عربيا إنسانيا في وجه الطائفية التي يمارسها النظام السوري, والتي تبدو الآن في القصير كصراع وجود لا صراع حدود!
لقد شكلت هذه الازمة المؤلمة تناغما في أصوات المبدعين الذين رسموا بريشاتهم الخضراء صورة سوريا الغد, وجمعت بدورها صفحات الموهوبين, ليشكلوا وحدة لم نر مثيلها من قبل!
الأدباء العرب يقفون صفا في تحية شعب جبار صامد, لا يملك سكاكين الفاكهة ليدافع بها عن نفسه أمام وحش كاسر لا يطلب سوى لون الدم ومنظر الانتقام!
والمفكرون بعروبتهم الثائرة ينشدون بُومة الشؤم, لتطبق بمخالبها على النظام الآثم الذي يقتل شعبه بسواطير الطائفية الماحقة!
كما وتعانق كل الشعوب العربية اليوم جدران مساجدها, لاهجة بسيوف الدعاء وفوانيس الذكر!
لقد أجمع العالم قبل الآن على حل سريع للأزمة السورية, يكفل تنحي الأسد, إلا أن هذا الشيء لن يحدث بدون إرادة الشعب السوري, فالسوريون اليوم قلبوا موازين الثورات السابقة, فلن يسمحوا لنظام الأسد بالسقوط دون إرادتهم القوية, ولن يسمحوا لكل طائفي وطئت قدمه أرضهم بالخروج منها سالما كما دخل, فقد استعاروا برغبةٍ لقبا أطلقته إيران على نفسها حينما نعتت أراضيها بالمستنقع المميت قبل 6 أعوام ردا على تهديداتٍ أمريكية!
وها هي سوريا اللحظة مستنقع مميت لأعضاء حزب الله, والحرس الجمهوري, وغيرهم من شبابيح الأزقة المتسخة, والذين ولدتهم أمهاتهم يصرخون خوفا, كما هو حالهم الآن!
وبقي أن يتحد صف واحد هو صف السياسيين, لينذروا بقرارٍ يشفي صدور الإنسانية جمعاء, وقد شهدوا على جرم النظام الحالي ومن معه!
وأضحى من الواجب علينا عدم لوم الأسد على بقائه, أو السوريين على ثورتهم, لأن الإنسانية جمعاء ستلوم كل العالم, الذي كان قادرا في يوم ما على حلها بشكل سريع!
لقد كان التأخير في «حل الأزمة السورية بإسقاط النظام» منعطفا خطرا على حياة السوريين, فبالأمس تقتحم جبهة النصرة براءة الشعب السوري, والذين لم يعرفوا القاعدة قط! واليوم تدوس أقدام مثل هذه المنظمات الإرهابية حدود بلاد الشام بعد أن قل دعم الجيش الحر ليحكم سيطرته على حدود سوريا الطاهرة.
نأمل بدورنا كمثقفين أن يتمكن «معنى الإنسان» من نفوس القادرين على حل الأزمة السورية.
-
كاتب واكاديمي سعودي
- الرياض