الثقافية - سعيد الدحية الزهراني
تستعد وزارة الثقافة والإعلام لإطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 مستهلة عهداً جديداً يقوده المدير الجديد للمعرض الدكتور صالح معيض الغامدي عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود وعضو أدبي الرياض..
ويعد معرض الكتاب الحدث الثقافي الأبرز عربياً خصوصاً من حيث القوة الشرائية.. فيما يعد محلياً الحدث الإشكالي الأول بالنظر إلى صراع التيارات الفكرية التي تتخذ من المعرض ميداناً للمواجهة.. فمن الاحتساب الشفهي الذي غالباً ما ينتهي ب «حمام من التقريع والشتم» نتيجة لتجاوز حدود الآخرين وخاصة من النساء عندما يتطاول أحدهم مطالباً بالتستر لترد الفتاة مباشرة: وهل تراني متعرية؟ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى هروب المحتسب ببقايا الكرامة لا كلها.. إلى الاحتساب الفعلي عندما يباشرون سحب الكتب أو التطاول على أصحاب دور النشر.. هذا بخلاف مهاجمة الإعلاميين والمثقفين والتطاول عليهم أمام المسؤولين فلا أعتقد أن صور مهاجمة الوزير خوجه أمده الله بالصحة والعافية غائبة عن ذاكرة الجميع..
هذه المشاهد المزعجة والمتكررة من دورة إلى أخرى.. تجددت في الحدث الوطني البهيج «الجنادرية» عندما حاول قرابة 50 متشدداً اقتحام القرية التراثية والتطاول على الناس وحرمانهم حقهم الطبيعي في الفرح وممارسة الوصاية عليهم.. لكن رجال الحرس الوطني منحوهم درساً بليغاً في احترام النظام وقرارات الدولة..
السؤال بعد هذا العرض: هل سيكرر المتشددون في معرض الرياض الدولي للكتاب 2012م وهْمهم نحو محاولة فرض الوصاية على الناس ومصادرة كرامتهم وحرياتهم؟ والإساءة إلى صورة الوطن وثقافة الوطن؟.. نتمنى من وزارة الثقافة والإعلام ومن المدير الجديد للمعرض الدكتور الغامدي.. أن يجيبونا عليه فعلياً عبر خلق واقع صحي وخالٍ من التشويهات.