الكتابة عن الفنانين -وهم زملاء درب- ينتابها شيء من الحساسية، ومع ذلك فبعض من يُكتب عنهم في أي من الوسائل الإعلامية تؤخذ الكتابة بشيء من عدم حسن الظن وأحيانا عدم الرضا، والكتابة عن تجربة فنية ما قد لا تروق لمن يُكتب عنه لا لسبب، بقدر الرغبة أن تكون كتابة ممهورة غالبا بالثناء أو على الأقل عدم الإشارة إلى أي وجهة نظر أو ملاحظة يمكن إيرادها وأخذها على الأعمال، ومن هنا تكون ردود فعل بعض الفنانين الغاضبة إما بنفي عملية الكتابة كاملة أو نفي وجود نقد وهو ما نختلف مع البعض فيه فما قام به عدد من زملائنا في الإعلام المقروء هو نوع من النقد وإن لم يخلُ جُلّه من الانطباع، أو وجهة النظر الخاصة وهي وجهة نظر قابلة للصحة فعدد من الفنانين والفنانات جرت تحولات أو تغيرات في تجاربهم الفنية بسبب الكتابة ونقد أعمالهم صحفيا ولي مواقف على ذلك خلال مسيرتي الكتابية. تواجهنا أكثر من ذلك الكتابة عن الناشئين أو الناشئات وعن بعض من يتلمسون خطواتهم الأولى ومع أن الكتابة عن مثل أولئك كتابة بسيطة ومحدودة أرى أن لا تتعدى التوجيه والتشجيع إلا أن البعض وخاصة الصحفيين غير المتخصصين يفردون مساحات كبيرة ويُسمعوننا آراء كبيرة وبصوت عال من أسماء لم تزل في مهدها الفني، وسبب ذلك إما بعدم المبالاة أو للفت نظر الآخرين وأتذكر من ذلك كثير ممن يقللون مثلا من قيمة اسم كبير أو من تجربة فنية ذات حضور وتأثير.
مرت على أمثالي كثير من الحكايات، ومع ذلك فأنا لست ممن يستهويهم الرد والجدل مع الآخرين عند كتابة موضوع أو مادة ما تمسهم أحيانا ولو من بعيد كما أن الكتابة قد تُواجَه بالرفض، رفض الفنانين والنعت بأوصاف تعبر أو تحمل موقفا ليس بالضرورة على قدر من المعرفة والحياد، فالشخصانية قد تسيطر أحيانا على ما يُقال أو يُكتب وهذا في أحيان كثيرة وارد لكنه من وجهة نظري غير مقبول.
solimanart@gmail.com