مدادًا لصوت الحرية الذي جَفَّ أو كاد.. في العراق، وامتدادًا لقصيدة الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد التي يقول فيها:
كبيرٌ على بغدادَ أني أعافُها
وأني على أمني لديها أخافُها
على طلل الأمجاد طال اعتكافُها
ومن قَدَحِ الأحزانِ طال ارتشافُها
فآهٍ لها إذ أثخنَتْها نوائبٌ
وواهًا لها إذ لم يُبِدْها زُعافُها
فوالهْفَ نفسي حينَ غالَ أمانَها
لئامٌ، وأودى من قذاهمْ عفافُها
حنانكِ يا دارَ السلامِ، وقد خَلَتْ
ربوعُكِ منه فاعذري مَنْ يَعافُها
يَعِزُّ على عشاقِ نَهْرِكِ شَرْبَةٌ
تداوي قلوبًا ذاب منكِ شِغافُها
فهانتْ عليهمْ إذ تَغَيَّرْتِ غُرْبَةٌ
ولولا ظروفُ العيشِ جَلَّ اقترافُها
وكيف يطيق الحُرُّ عيشًا بدارهِ
إذا ساد آسادَ الديار خِرافُها؟!
لقد عَصَفَتْ هوجُ الدُّنا بكِ بغتةً
كأنْ لم تكن أحْيَتْكِ حينًا لِطافُها
وزُفَّتْ جيوشُ الرومِ نحوكِ عَنْوَةً
فشاهتْ جيوشًا عاثَ فيكِ اعْتِسافُها
ومذ زُفَّت الشوهاءُ غادركِ الهنا
فتعساً لشوهاءٍ تعيسٍ زفافُها
قد انصرفتْ عنكِ الغَضارةُ حِقْبَةً
وقد عشتِ أحقاباً إليكِ انصرافُها
فإنكِ مَشْتاها إذا ما أتى الشتا
وفيكِ إذا اشتدَّ الهجيرُ اصطيافُها
تَقَلَّبْتِ في خُضْر السنين كريمةً
وها أكلتْ خُضْرَ السنينَ عِجافُها
لقد كنتِ يا بغدادُ شمسَ حضارةٍ
فما بالُ هذي الشمسِ طال انكسافُها؟
وآويتِ يا بغدادُ أمجادَ أمّةٍ
قروناً إلى أنْ ضَيَّعَتْكِ ضِعافُها
قد اختلفتْ حتى تَخَلَّفَ رَكْبُها
وآفَتُها في النائباتِ اختلافُها
سلامٌ على دارِ السلامِ يُظِلُّها
ويُمْطِرها أمناً فَيَرْوى جفافُها
- الدلم