على لسان شهيد سوري كان طفله يبكي على جثمانه.
تعال وارضع دماء الثأر يا طفلي
واشرب ملامح من أسقوك من ذَحْلي
أوقد طيوفي قتيلاً حولهم لهباً
واترك فؤادك حقداً فوقه يغلي
حياة حرية الشعب التي قُتلت
أغلى.. وإن كان من أثمانها قتلي
إذا سقيتُ ثرى حريتي بدمي
ففي غد سوف يجني شهدَها نجلي
كن أنت موتي وكن ثأري وكن وطني
وصوتَ حريّتي والموقفَ الدَّوْلي
ها نحن في صفحة التاريخ قد كتبَتْ
دماؤنا الحمر ما أرواحنا تُملي
هذا الربيع وقد بلّلتُه بدمي
لا خير فيه ربيعاً غيرَ مخضلِّ
عذراً إذا متُّ يا طفلي على عجَلٍ
فتلك فلسفةٌ للشهد والنحلِ
مستحيياً منك إذْ يُتِّمتَ يا ولدي
مستحيياً من رفاقٍ قُتِّلوا قبلي
لا شيء مثل الردى يحيي كرامتنا
إذا مواعيدها غرّتك بالمطلِ
وأنت بعضي الذي مَوتي لعزته
إن عشتَ حُرّاً فإني لم أمتْ كُلِّي