قال بشّارُ وهو في قمة النشوة
قولاً يفيض بالكبرياءِ
ليسَ شيءٌ يلذُّ مرآهُ عيني
مثل مرأى الدماء والأشلاء
وسقوط الشباب صرعى أمامي
بعض أشلاءهم عَلَتْ في الفضاء
وبكاء النساء يحلو لأذني
كسماعي أرقى فنون الغناء
وصياح الأطفال جوعًا وذعرًا
أيقظ الحقد نام في أحشائي
أيها الناس ما تريدون مني
غير ما قد ورثتُ عن آبائي
وإذا عشتُ في المدينة دهرًا
فإلى الغابِ لا يزالُ انتمائي
علَويٌّ أنا، ألم تعرفوني؟!
وأموري أديرها بالخفاء
وأبي كان لليهود صديقًا
ولهم باع أثمن الأشياء
هل يبيع البلاد إلاّ عميلٌ
فيه حبُّ الوفاء للأعداء
إنّ إيران ساندتني كثيرًا
وغذتني بالحقد والبغضاء
بسلاحٍ مكثّفٍ ساعدتني
وبأفكار أخطر الخبراء
وانبرت روسيا تؤيّدُ فعلي
وحمتني بنقض حكم الجزاء
ليس ما يحتويه صدريَ قلبٌ
فهو جزءٌ من صخرةٍ صمّاء
فأقلّوا يا أيها الناس لومي
واتركوني ألتذُّ بالأخطاء
إنّ هذي الطريقَ قد رُسمتْ لي
من أبي، من أخي، ومن أصدقائي
فأنا لا أحيدُ عنها يمينًا
أو يسارًا والتابعون ورائي
أنا بشّارُ حين يعلو زئيري
فهو أمر مني بسفك الدماء
أرأيتم أني قد ازددتُ طولاً
فكأني معلّقٌ في الهواء
ولهذا فإنّ رأسيَ خِلْوٌ
من ذكاءٍ وأُترِعتْ بالغباء
فأنا في الغباء أستاذ كرسي
وأنا للسلام رمزُ العِداء