لا أدري إن كان هذا الموضوع يندرج ضمن الأدب الرقمي أم لا، لكن الأكيد أن الكتاب الصوتي سيكون لو لقي الاهتمام الذي يليق به من أهم أدوا ت التثقيف في هذا العصر، فهذا العصر تميز بانتشار أجهزة مشغلات إم بي ثري والآيبود بين الشباب، حتى أصبحت رفيقة آذانهم في أسفارهم وتمارينهم وكل شؤون حياتهم. وبدلا من الاستماع إلى أغان هابطة في الذوق والكلمات سيكون أجدى وأكثر نفعا لو قضوها في نهل الفائدة من بطون الكتب بالأذن بدل العين.
لا تزال الجهود في تحويل الكتب المقروءة إلى كتب سمعية قاصرة، عدا ما قامت به هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث التي أصدرت عددا من الكتب ضمن سلسلة الكتاب المسموع، وهو العمل المنظم الوحيد على حد علمي بالإضافة إلى كتب المكفوفين، يليه جهود من متطوعين حولوا كتبا قيمة إلى مسموعة ولكن يعيبها أخطاء في الإلقاء وضعف في الإخراج.
على الجانب الآخر، هناك اهتمام كبير في الغرب بمثل هذه الكتب، فأحيانا لا يصدر الكتاب إلا ويرافقه نسخة صوتية، وهناك مواقع متخصصة لبيع الكتب المسموعة، والآن أصبح بالإمكان سماع كتب بصيغة بي دي إف عبر برامج مساعدة، بل وصل الأمر إلى سماع الصحف بدلا من قراءتها. نحن بحاجة إلى مثل هذا الاهتمام حتى يصبح الكتاب في متناول الجميع، وقد تساهم برامج المكفوفين بعض الشيء لكن يجب أن توفر لها أولا كتب فكرية وأدبية يمكن قراءتها بدل ما يحدث الآن من انتشار النسخ الممسوحة ضوئيا.
fmuneef@gmail.com