يعد انتنشار مجموعات القراءة في المدن بين الشباب والشابات ظاهرة صحية تدل على ارتفاع الوعي بأهمية القراءة ودورها في نهضة المجتمع، وقد خصص لها الدكتور ساجد العبدلي فصلا كاملا في كتابه (اقرأ: كيف تجعل الكتابة جزءا من حياتك) وذكر أن مجموعة القراءة تهدف في المقام الأول، وقبل كل شيء آخر، إلى جعل الإنسان يقرأ، وجعل القراءة جزءا أساسيا من حياته. وبعد هذا الانتشار انتقلت الظاهرة الحميدة إلى العالم الرقمي، ففي تويتر أنشئت معرفات تقوم بنفس ما تقوم به مجموعات القراءة، ولكن على شكل تغريدات. الصفحة التقت مع ابتسام المقرن مديرة العلاقات العامة في قناة عالي، والناشطة المتطوعة للتشجيع على القراءة عبر هاش تاق #readingsa ومعرف @readingsa في تويتر، وقيمت المقرن مستوى القراءة بين المغردين والمغردات بالمتوسط، بسبب نوعية ومستوى الكتب التي تجد تفاعلا أكبر من القراء؛ حيث تلقى الكتب البسيطة والمتوسطة قراءة أكبر من المغردين والمغردات في تويتر، بينما تلقى الكتب الفكرية والفلسفية إقبالا من عدد أقل من المغردين والمغردات.
وفيما يخص الهاش تاق والمعرف ذكرت المقرن أن البداية كانت عندما أنشأ أحمد بن عبد العزيز هاشتاق #readingsa ثم اتفق بعد ذلك على إنشاء حساب على تويتر يحمل الاسم ذاته@readingsa بعد اقتراح مشاري البديوي، لتنظيم القراءات أكثر، وليتسنى لعدد أكبر من القراء المشاركة مع الجميع في ما يقرأون، وتتنوع الآراء ويكون الأفق واسعا في النظر لمحتوى ما يتم قراءته.
وأضافت ابتسام المقرن أن الهاش تاق شامل، ويمكن لأي شخص أن يشارك فيه ويكتب قراءاته واقتباساته، وطرق القراءة، والمقاطع المحفزة على القراءة سواء من اليوتيوب وغيره، أما حساب القراءة الجماعية@readingsa ففكرته الأساسية اقتراح كتاب لنقوم بقراءته بشكل جماعي واستخلاص فوائده، وكتابة الاقتباسات، بحيث تطرح مجموعة كتب للتصويت، ويتم اعتماد اختيار المغردين والمغردات للكتب، ثم نبدأ القراءة لمدة أسبوع تقريبا.
وحول ردود الفعل تجاه الهاش تاق ذكرت أن أن الهاش تاق نشيط ومنتشر بسبب استمرار المغردين في الكتابة فيه، وأكدت حرصهم على عدم خموله، وذكرت عدم وجود تعاون في الوقت الحالي مع مجموعات القراءة المشابهة والهاش تاقات المخصصة للقراءة، غير أنهناك مبادرة من الحساب @readingsa تهدف لإبراز الحسابات الأخرى المهتمة بالقراءة والثقافة عموماً، حيث يقوم الحساب بمتابعة تلك الحسابات ويقوم بعمل «ريتويت» للتغريدات المهمة والجميلة مما يسهل للمغردين متابعة حسابات القراءة في تويتر، من أي بلد كانت وتابعة لأي مجموعة، سواء كانت مكتبة حكومية أو دار نشر أو مجموعات تطوعية.
وحول إيجابيات العمل في مثل هذه المشاريع قالت أن مثل هذه الأعمال تنمي في الشباب والفتيات - الذين لم يجربوا القراءة أو لا يستمتعون بها - حب القراءة والإطلاع، ودللت على ذلك بقصة شاب تسبّبَ الحساب في جعله يقرأ، وأضافت أن من الإيجابيات صقل الإنسان فكرياً لأنه يقوم بالاحتكاك مع أفكار أخرى قد توافقه وقد تناقضه وهذا أيضاً مفيد بل ومهم في الوقت نفسه.