كلّ الأضاحي من الأغنامِ والبقرِ
قد سنّها الله أو من طيّب الجُزُرِ
لكنّ بشّارَ -والشيطانُ فضّلهُ
على البقية- قد ضحّى من البشر
إبليس يرقص يوم العيد مبتهجًا
بما يقارفُ بشّارٌ من الكُبَر
يقول: يا فرحتي بشار حقق لي
ما كان أعجزني مذ أقدم العُصُر
ما كان يفعله بشار أدهشني
حتى خشيت على نفسي من الخطر
قتلٌ وهتكٌ لأعراضٍ مطهّرةٍ
وهدم ما خلّف الأجداد من أثَر
سجنٌ وصلبٌ وتشريدٌ ومخمصةٌ
عمّ البلاء جميع الرّيفِ والحضر
حتى النساءُ وحتى الشِّيبُ قد قتلوا
صبرًا ولم يسلم الأطفالُ في الحُجُر
وقال إبليسُ: يا بشارُ دُمتَ لنا
لقد تفوّقت في الإفساد في نظري
وقد جعلتك منذ اليومِ لي سندًا
ونائبًا مطلقَ التدبير في سفري
وقد منحناك يا بشارُ أوسمةً
لما فعلتَ وكأسَ الفوزِ والظفَر
فقال بشارُ: لن أرضى بذا أبدًا
إلاّ إذا كنتَ يا إبليسُ من خفَري