المؤلف: سمير ساسي
الناشر: تونس؛ منشورات كارم شريف؛2012
الصفحات: 174 صفحة من القطع المتوسط
تنتمي هذه الرواية لأدب السجون والمعتقلات؛ وتتناول مرحلة في التاريخ التونسي نشطت فيها الاعتقالات السياسية؛ أما المكان فهو «برج الرومي» وهو اسم أشهر السجون التونسية؛ حيث جرت أحداث هذه الرواية السيرية للمؤلف ولرفاقه الذين اعتقلوا على خلفية نشاط سياسي محظور؛ وهي أوّل رواية تونسية تتناول حياة المعتقلين السياسيين في السجون التونسية. توزعت أحداثها على اثني عشر فصلاً.
يقول المؤلّف: «...كانت التجربة قاسية جدا، حيث إن التعذيب بدأ خلال الأيام الأولى للاعتقال بمقرّات وزارة الداخلية، أين قضيت شهرين كاملين، في إطار التوقيف التحفّظي وقد تجاوز ذلك كل المدد القانونية، وقد مورست علينا أنواع من التعذيب لا يمكن تخيّلها، مثل وضع (الدجاجة المصليّة) ووضعية (البانو) إضافة إلى طرق التعذيب العادي كالضرب والحرق». ومن بين طرق التعذيب النفسي أنهم يقومون بتجريد السجين من الثياب أمام زوجته وأحيانا أمام أمه. ويهددونه بتعرية زوجته إن لم ينصع إلى أوامرهم...».
وصف الشاعر التونسي البحري العرفاي هذه الرواية قائلا: «.. تجربة أخرى في أدب المأساة، لم يذهب إليها كاتبها خيارا إبداعياً.. يكتشف من يقرأ النصّ أن الأوجاع أثقل من اللغة وأن الموجوع كان يلوذ بالمفردات الحيّة يقضّها قضّا كي تتسع لأحزانه، قاموس مستجمع من عصير اللحم الحيّ ومن دخان الروح.. عالم مجتزأ من سياق التاريخ ومن رحابة المكان تدور أحداثه المؤلمة خارج التقاليد والعرف والقانون وبعيدا عن أعين المؤرّخين والمثقّفين وعامة الناس، وأيّ وجع أوجع من أن لا يسمع توجّعك أحد؟ وأيّ غربة أوحش من أن تجد ذاتك كلّها غير مستساغة وغير مقتربة؟ وأيّ عناء أثقل من أن لا يجد المرء لنفسه ملامح هوية يتقاسم بها مع الآخرين مكانا وأزمنة؟.. آمل ألاّ تقع الرواية بين أيدي الشباب قبل أن يتدارسها السياسيون وعلماء النفس والاجتماع ومثقّفو الحياة، ينفذون بها إلى طبقات سحيقة في عوالم النفس البشرية ويسبحون بها إلى فضاءات لها علية ويسبرون أسرارها الخفيّة إذ تنتزع من فضائها الطبيعي وامتدادها الإنساني وتجلّياتها الفطرية والثقافية، ينظرون فيما يمكن أن تخلّفه تجربة «البرزخ» تلك في أعماق الذات البشرية ونسيج المجتمع وتاريخ الأوطان وذاكرة الأجيال».