اطلعت على العددين الثاني والثالث من المجلة التي يصدرها نادي طالبات اللغة الإنجليزية واسمها (muse magazine) و(مقزين) لفظ عربي دخل إلى اللغة الإنجليزية فهو (مخزن) وبهذا استعمل ومازال يستعمل، غير أنه استعمل أيضًا بمعنى المجلة مجازًا، واشتهر اللفظ المجازي حتى صار حقيقيًّا.
قلبت صفحات المجلة المميزة بلغتها الواضحة وأناقتها وجمال طباعتها وانتابتني مشاعر متباينة؛ إذ امتلأت نفسي بهجة بإنجاز طالباتنا وإبداعهن الرائع، وشعرت بالأسى أن يكون هذا الإبداع منصبًا في حوض اللغة الأعجمية، والتفت إلى حال طلاب قسم اللغة العربية الذين لا يحسن بعضهم القراءة ولا الكتابة.
موضوعات هذه المجلة تدور في فلك اهتمام طلاب اللغة وطالباتها من مثل تقرير عن ورشة عمل عنوانها "كيف تكون فصيحًا في الإنجليزية"، وحديث عن (جماعة الكتاب) يحاول تصحيح فهم الطالبات عنها، وأكثر ما تقفنا عليه المجلة طرافة جملة مختارة من أقوال الأستاذات، ومن أجملها قول د. إيمان كمال "تطلعي دائمًا إلى النجوم، فالعلم يهيّئ الذهن للكشف والتحليل والتركيب والتقييم والنقد". ومثل هذا مقتبسات من الكتب، منها ما جاء في كتاب (إسماعيل): "إنك لن تعرف حقًّا كيف تعالج مشكلة حتى تقع فيها".
ومنها ما جاء في كتاب (الدرس الآخِر): "إن قلت لصديقك أنه إذا مات مات جزء منك فرافقه، وأنه حيثما يذهب تذهب؛ فإنه لن يكون وحيدًا أبدًا". ومن موضوعات المجلة (ما الذي جعلهم مشهورين)، وهو أمر أشغل الكاتبة منذ كانت طفلة فلمَ يشتهر بعض الناس؟.. وكيف يشتهرون؟.. ما الذي فعلوه ليكونوا كذلك؟ ومن أجل ذلك تستعرض حيوات بعض الناس الذين اشتهروا وأثروا في غيرهم، وأرادت أن تضيء جوانب من حياة تلك الشخصيات التي ربما لم يسمع بها بعضنا على الرغم من شهرتها.
ومن موضوعات المجلة موضوع عن الفن أراه بالغ الطرافة بمضمونه الرائع وعنوانه المبدع "محاكاة الحياة للفن أروع من محاكاة الفن للحياة"، ومن موضوعات المجلة مختارات من الأدب الأمريكي، ومقال يعالج الفروق النفسية بين المرأة والرجل في مسرحية (تريفلس)، ومن موضوعات المجلة "المعنى من اللسانيات إلى الأدب" وجاء في مطلعه أن الأدب ليس نصًّا خاصًّا أبدعته نخبة من المجتمع بل هو يقدمنا وهو الذي جعلنا ما نحن عليه، فهو الواصف طبيعتنا وفكرنا اللذين يتبينان في أفعالنا، إنه رحلة فكرية تاريخية أسعدتها لغتنا الجميلة وآدابها التي ألّفت حضارتنا، ليس الأدب مجرد نص بل هو مضمون حيواتنا ومحتوى فكرنا، إنه مثال منا مثال من لغتنا".
وليس غريبًا بعدُ أن كان قسم اللغة الإنجليزية من أكثر أقسام كلية الآداب تميزًا، وبسببه نال الاعتمادُ الكليةَ، تحية من القلب إلى نادي طالبات اللغة الإنجليزية، وشكراً للأستاذة منى القحطاني التي ناضلت لإنشاء هذا النادي حتى استوى على سوقه.
الرياض