تفرض الأحداث المتلاحقة أخيرًا في تونس ومصر سؤال المتغير الثقافي الذي صنع تلك الأحداث، وسبَّبَ لها.
وجُلُّ الأصابع إن لم يكن كلّها يشير إلى وسائل الاتصال والإعلام الجديدة التي أنتجتها التكنولوجيا الرقمية والبث الفضائي وثورة المعلومات. فمن دون أن نأخذ في الاعتبار هذا المتغير لا يمكن أن نلحظ اختلافًا في الواقع العربي يميز ما أنتجته الأحداث عمّا
...>>>...
تتألف اللغة من جملة من الأنظمة التي تحقق أغراض مستعمليها، فثمّ النظام الصوتي والنظام الصرفي، والنظام النحوي، والنظام المعجمي، والنظام الدلالي. واللغة بأنظمتها المختلفة معرضة مع الزمن لشيء من التغير الذي ينال أصواتها وصرفها ونحوها ومعجمها ودلالاتها؛ هذا ما تدل عليه أحوال اللغات المختلفة، على أن اللغات ليست سواء في تغيرها فمنها ما يكون تغيرها
...>>>...
كدنا كعرب أن ننسى أن مصر التاريخ هي التي علمتنا مفهوم البطولة والحرية حتى جاءت ثورة شباب 25 يناير المباركة التي هزّت العالم لتجدد مصر "البطولة والحرية" التاريخ والمستقبل معاً، وتسقط نظام الفرعون، وتثبت كما أثبتت الثورة التونسية وكما ستثبت الثورات العربية القادمة كما بشرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية وحذرت منها المخابرات الإسرائلية أن البقاء
...>>>...
التكامل في علاقة الديني بالسياسي والديني بالاجتماعي يشكل أكبر معوقات المشروع اللبيرالي. وفتح ثغرات في هذه العلاقة أعصى من اجتراح ثقب طفيف في جبل أسطوري عملاق إلا ب(تفجيرات) عمياء متتابعة. وقرأنا في الصحف الكثير من المحاولات الغبية المفضوحة لخلخلة الانسجام السعودي،والغض من مقام طرف بالمغالاة في مقام طرف آخر. وتحولت هذه المحاولات إلى مشروع مكتمل
...>>>...
الدور الوظيفي المناط بالعالِم يتمحور حول أمر جوهري يتمثل في إيجاد حلول احتوائية لمحاصرة مناطق التأزم حتى لا تخرج عن نطاق السيطرة، وتجفيف منابع الاحتقان بعد تعقّب منشئها وترشيد مسار الوعي الكلي وتوجيه بوصلته وإضاءة دروبه نحو مواطن التألق الحضاري. إن العالِم المفكر بفعل ما يملكه من خبرات العصر المعرفية قادر على أن يشخص تضاريس الوجع في الواقع
...>>>...
قبل أن يفارقنا الثبيتي بنحو عام كُلفت بإرشاد أحد طلاب قسم اللغة العربية؛ لاختيار موضوع يُقدم استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير، وتناقشنا سويا في جلسات متعددة، ويعلق في ذهني ويراودني - في تلك الفترة - مشروع بحثي يختص بدراسة شاعر قدم للساحة الأدبية زادا شعريا جمع فيه بين الأصالة والمعاصرة، وتجاوزت كلماته حدود المعتاد لتقفز في آفاق رحبة من المغامرة، التي تتخطى الثبات الموحد لتصل إلى
...>>>...
في هذا المختبر الثقافيّ الدالّ على استنكافنا من النقد، تحدّثتُ من قبل عن حالتين تتعلّقان بالأدب العامّي والتراث الشعبيّ، وهنا حالةٌ ثالثةٌ لا تقل دلالة على ذاك: تتمثّل في ردّات الفعل على ما كتبتُه عن تفشِّي المضامين الجنسيّة الفاضحة في الرواية العربيّة، بلا مسوّغات فنيّة تُذكر، مع امتهان كرامة المرأة في تلك الروايات، وتصويرها بأحطّ الحالات
...>>>...
لماذا مصر، السؤال عنا لا عنها، هل يكفي شعور حبنا لأم الدنيا لتفسير ما نعيشه هذه الأيام مع الحالة المصرية، أم يكفي شعور الانتماء العربي أو الإسلامي لنفهم أسباب الشحن النفسي الذي نحسه ونتكلمه، هل في إيماننا بمعنى الحرية أو العدل أو المساواة والديموقراطية وغيرها من المفاهيم ما يشرح غضبنا أو حزننا أو حماستنا، لماذا نراها ثورة تحمل مكاسب الكرامة ويهون باسمها العظيم الدم والإنسان والخسائر في الأرواح
...>>>...
«شباب الفيسبوك» عبارة رددها الكثير إعلامياً واجتماعياً، كما أنه سأل عن أصحابها الكثير مؤخراً، من هم هؤلاء القادمون من عالم الافتراض لميادين الواقع، أين كانوا ولماذا هم هنا الآن؟ ماذا يريدون، بل وماذا فعلوا؟ وحتى من كان يعلم عنهم قبل ذلك كان يعتقد بيقين عزلتهم وسجون خيالاتهم الافتراضية البعيدة عن كل واقع، لذلك كان يستبعد فعلهم ولا يخشى غضبتهم، فأساء بذلك مرة أخرى التقدير وأثبت عزلته
...>>>...
من حيث المبدأ، عندما يموت أحدُ العظماء فيسارع عددٌ من الروائيين وكتاب الدراما ومخرجي ومنتجي المسلسلات التلفزيونية إلى التجهيز لإعداد وإنجاز عمل روائي - درامي تلفزيوني يتناول سيرته الذاتية ومشواره من الولادة إلى الوفاة، فإن ذلك يبدو استغلالاً لقيمة الفقيد واستثماراً تجارياً وفنياً - سطحياً ومستهجناً - لا يقبله الفكر الواعي الملتزم بالمبادئ الأدبية والضمير الثقافي الداعي إلى التأبين اللائق
...>>>...
كلما قرأت اسم الكويت الحبيب أو زرته تذكرت ذلك الحصن الكبير «الكوت» - الذي هو تصغير وتمليح لاسمه - الذي يقع في شرق بلادنا الغالية - في الأحساء. وفي هذه السنوات أصبح يقام في الكويت الشقيق مهرجان ثقافي باسم «القُرين»، فعادت بي الذاكرة إلى قراءات قديمة عن تسمية الكويت في حقبة سابقة باسم القرين أجدها مبثوثة بين سطور العديد من الكتب التاريخية سجلت عن
...>>>...
عرفت الأستاذ العواد أول ما عرفته من خلال صورته التي يرتدي فيها الزي الأفرنجي؟! وقد وضعها في أحد كتبه التي طبعت في مصر قبل خمسين عاماً، ولقد أثار العواد في حياته عدة معارك أدبية وسياسية كما فعل العقاد من قبله في مصر، فقد اعتقل في أوائل عهد الدولة السعودية الحديثة في حصن المصمك بالرياض، وتهاجى مع شاعر الدولة السعودية محمد بن بليهد أثناء حصار جدة وكان يعتبر نفسه في طليعة الشباب الحجازي
...>>>...