صدى لنص الشاعر الحبيب الأريب (مايسترو الكلمة) الدكتور إبراهيم التركي، بإيعاز من صدى صديق الزمان البعيد الشاعر محمد بن سعد العجلان، على نص مر عام..
عام يمرُّ عليَّ:
لا خُلٌّ فآكُلُهُ..،
ولا خَلٌّ أعاقره..،
ولا خِلٌّ أسامره
ولا شوقٌ مجيبُ
صَدي..
إذا ناديتُ
مُخلصةٌ شجوني في مُصارعتي
ويطحَنُنِي الأسى
وأنا بجُرْحِيَ مُثقلٌ أَهْذِي جوى
وبكلِّ ما في الكونِ مِنْ لُغةٍ أجبْتُ
كما كتبتُ إلى الأحبَّةِ في الهوى..
هَشَّتْ عباراتي؛ أُهَنِّئُهُمْ بأيَّامٍ كَذُوبْ
فَإِذا الأحِبَّةُ مُهْطِعِينَ إِليَّ في مَوْتِي
مُلَوَّثة ملابِسُهم بما قد سَال مُنْطَرِحاً تَخَثَّرَ من دمي
فإذا تَجَلَّتْ بالمودَّةِ رَاحَتِي
رَاحَتْ مَوَدَّتُهُمْ تَذَودُ عن المَبَاهِجِ أَعْظُمِي
فَأظلُّ أَعْظَمَ مَنْ رُمِي بالبأسِ
مِنْ صَدِّ الأحبةِ..، والخيانةِ..، والتنكرِ للصديقْ
فإذا الحزانى.. - مَنْ أعودْ -
ليسوا سِوى جَرْحَى..، ومَوْتَى..، أو ثكالى مُوجَعِينَ
فَزَادَنِي الجُرْحُ الرَّؤومُ - على انكِسَاري -
جَرْأَةً للحزنِ إِذْ أَوْغَلْتُ فيه
وضَمَّنِي حُزني الملازمُ لي
ليُقْصِي في تَوَهُّجِهِ ابتهاجي
كي أظلَّ على انهياري
مُشْرِعاً خَطْوي المُعَنَّى للطريقِ
وريقُ هذا البحرِ في ظَمَئِي انفجارْ..
وأنا بقايا من بقايا..
فالروحُ طلٌ وانكسارٌ
لا حُطَامٌ تُرْتَجَى منه البقايا..، أو طَلَلْ
في كُلِّ خَطْوٍ لاحَ لي مَرْأَى الزَّلَلْ
لا أَهْلَ لي..،
لا فَيْءَ يَنْفُثُ في سَعِيري مِنْ نَسَائِمِهِ الرَّطِيبَةِ..
لا دِيَارْ
سَوْطُ الزَّمَانِ عليَّ جَارْ..
فنَكَأْتُ جُرْحِي بِالرَّسَاِئلِ
مَنْ يُسَائِلُ غُرْبَتِي عَنِّي..، ويَصْرَعُ وَحْشَتِي
وَيَذُودُ عَنِّي حَيْرَتِي
يُقْصِي عَنْ الرُّوحِ البَرِيئَةِ مَا أَلَمَّ بِطِينَتِي:
مِنْ وَحْشَةِ المَوْتِ العَتِيِّ..
وَظُلْمَةِ البيتِ القَصِيِّ..
وَهَدْأَةِ العُمْرِ البَلِيّ
قَبْلَ الوُثُوبِ إلى انْكِسَارِ الضِّيقِ في قَلْبِي الوَهِنْ..
لكِنَّنِي أَدْرَكْتُنِي مِنْ غَيْرِ درْعٍ واقفاً عند الحُطامِ بلا صديقْ..
وَقِرَتْ قُلُوبُ أحِبَّتِي - بي - درء أطيافي
وذُبتُ على مَوَدَّتِهِمْ
فَصَارَعْتُ الحُتُوفَ..
ولا مُجِيبْ..
عَامٌ يَمُرُّ.. كَكُلِّ أَعْوَامِي: نثاراً مُوجِعاً
عَصَفَتْ به الأنْوَاءُ عَصْفاً
صَيَّرَتْنِي في فَرَاغِي مُوجَعاً.. نَكَأَتْ جِرَاحِي..
لا عَفَاءُ.. ولا دواءُ
وأَوْرَثَتْنِي في حُطامٍ بَاهتٍ: قلباً بليداً
مُسْتَشَاطاً بِالشَّقَاءِ
ولا أَرَى مِنْ كُوَّةِ الرُّوحِ العَمِيدَةِ نَاصِراً
فإذا جَوَىً نَادَيْتُ في قَيْظِي وحيداَ
مَنْ يَهَشُّ لِمَا أُعَالِجُ من بُكاءِ
فلا أَرَى ظِلا مُجِيباً..
عَامٌ يَمُرُّ عليَّ مُنْكَدِراً كَئِيباً
وأنا المُحَطَّمُ في انْكِسَارِي
أَرْتَجِي صَمْتاً مُجِيباً
ولذا.. كَتَبْتُ بِكُلِّ ما في الكَوْنِ مِنْ لُغَةٍ.. وَجِيبَا
هَشَّتْ عِبَارَاتِي إليهم.. - في مَوَدَّتِهِمْ - عَرُوباَ..
فِإذَا الأحِبَّةُ مُهْطِعِينَ إليَّ في مَوْتِي..
مُلوثة ملابسُهم بما قد سَالَ مُنْطَرِحاً.. تَخَثَّرَ من دَمِي
فإذا تَجَلَّتْ بالمودةِ راحتي
راحتْ مودَتُهُمْ تذودُ عن المباهجِ أَعْظُمِي
فأظل أَعْظَم مَنْ رُمِي بالبأس:
مِنْ صَدِّ الأحبة..، والخيانة..، والتنكر للصديقْ..
والضيقُ يعْبَثُ بِيَّ.. أوَّلُهُ وآخرهُ..
عام يمرُّ عليَّ:
لا خُلٌّ فآكله،
ولا خَلٌّ أعاقره،
ولا خِلٌّ أسامره
ناديتُ..
مخلصةٌ شجوني في مصارعتي
ويطحنني الأسى
المملكة السعودية -محافظة السليل- كلية العلوم والدراسات الإنسانية للطلاب
alauddineg@yahoo.com