سعادة مدير التحرير للشؤون الثقافية المشرف على المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة

أخي الدكتور إبراهيم التركي وفقه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

فقد قرأتُ للأخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان في زاويته (معجم موازين اللغة) الذي تضمنه عدد المجلة الثقافية (333) الصادر يوم الخميس 28 ربيع الأول 1432هـ، ملاحظاته على كلام بعض الباحثين وحكمه عليها بالخطأ بسبب العجلة. وأستطيع القول: إن ما جاء في المقال ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: ما أشار إليه الأخ الفاضل بالتخطئة وهو محق في ذلك كتضعيفه حديث «أدبني ربي»، وتعقيبه على أن الاجتهاد مع النص جائز.

القسم الثاني: ما يحتاج إلى استيضاح نظراً لأن له سياقاً يُبيّن المقصود فيتوقف الفصل فيه على معرفة سياقه.

القسم الثالث: ما جانب فيه الدكتور الصواب، ومن ذلك ما يلي:

1- تخطئته أحد الباحثين في أن (الرحمن، والرحيم) اسمان، وذهابه إلى أن (الرحمن) هو الاسم وأما (الرحيم) فصفة. والحق أن استدراكه مستدرك عليه، وتصحيحه هو الخطأ، وكلام الباحث هو الحق والصواب ؛ فالرحمن والرحيم اسمان كريمان من أسماء الله تعالى الحسنى، وأما الصفة فمشتقة منهما وهي الرحمة ؛ فالاسم ما دلّ على الذات، والصفة ما دلت على المعنى.

2- إشارته إلى الضمير المتصل بحرف الهجاء (كَ) وهذا من العجب!

3- تخطئته عبارة الباحث: (جماهير العلماء)، وتصحيحه لها بعبارة (جمهور العلماء)، والصواب أن العبارة صحيحة لا غبار عليها كالثانية، ولا أدري لمَ حكم عليها أخونا بالخطأ؟!

4- تخطئته عبارة الباحث: (النابعة حكم عكاظ)، وتصحيحه لها بعبارة: (النابغة الذبياني حكم بين الشعراء في سوق عكاظ)، والحقيقة أن هذا هو عين ما قصده الباحث، لكنه أوجز إيجاز حذف، كقوله تعالى: {واسأل القرية}.

بقي أن أقول: إن أخي الدكتور صالح بحاجة إلى التروي فيما يكتب؛ لأنه يكتب في غير فنه فيأتي بالعجائب، والله تعالى أمرنا بسؤال أهل الذكر، والذكر جنس يشمل كل علم على الصحيح من أقوال أهل العلم، وإن دخل فيه الذكر بمعناه الشرعي دخولاً أولياً، كما أنه بحاجة إلى تحرير ما يكتب ومراجعته، ففي كتابته ركاكة لا تليق بمثله.