ونحن نعايش معرض الرياض الدولي للكتاب أعلق قائلاً :

دائماً ما نسمع عن الشعب العربي الذي لا يقرأ وكأن الأزمة لا تعدو عنصراً بشرياً قد انزوى على نفسه وعاداته ومؤلفاته وضرورات عيشه وانشغل بها عن التثقيف والتنمية المعرفية عن طريق القراءة واقتناء الكتب ليتها كانت هكذا فالعرب بدؤوا يقرؤون ويبتاعون الكتب وتغص بهم ساحات معارض الكتب العربية فأين تكمن الأزمة إذن؟

إنها أزمة نقد..

العربي يؤمن لا يشك ويسِّلم لا يسأل ويقرأ لا يتفاوض النقد مزية تمنحها الحياة للشعوب المناضلة ذات التاريخ الرافض المحتج المتسائل الكتاب بين يدي القارئ العربي المرتجف وثيقة من السماء نص مقدس لا غبار عليه شيء منجز مكتمل لا يحتاج لقراءة أخرى ولا مساءلة وتحوير وإعادة إنتاج هذا إن كان المؤلف من المرضيين أما إن كان من المغضوب عليهم فالكتاب فسوق ومروق وتدمير للبنى الثقافية التي يجب أن تبقى متماسكة متلاحمة بحميمة مغفلة

النقد هو الإكسير والدواء لعلل القارئ العربي ,,

القارئ العربي يخاف النقد هو فقط يصيح يندد بالكتاب الغير مفهوم أو المؤلف المشكوك في أمره هو يلوذ بأقرب موثوق في أخلاقه وتعليمه ليحميه من الكتاب المريب ويتوسل إليه أن يأخذ هذا الكتاب ليحرقه أو يلقيه في اليم وهو مليم,,

القارئ العربي يتوجس من الكتاب القادم من بيئة غير بيئته وأستاذ غير أستاذه وشيخ غير شيخه لا ينقده بل يرفضه يستجمع ثيابه ويتحفز كي لا يلوثه الكتاب الكتاب فحل هائج خطير والقارئ غير الناقد عذراء خجول ,, أنا هنا أدعو لتحطيم الأصنام والأوهام وجلي الأوهام ومراجعة المواقف فالأصل في الثقافة العربية الشموخ والاعتزاز والنماء والاستزادة من المعارف والأسئلة أياً كان مصدرها لا الاستسلام للمقولات المنقرضة والتصورات المتكلسة وهضم ما عسر ولان من معارف المخالفين وهصرها في بوتقة واحدة متساوقة مع ما لدينا من أوليات ومقدمات لتخرج النتائج أصيلة معاصرة لا مجنحة ولا مغبرة يقول الشاعر الأميركي إيمرسون: إن تأكل بقرة لا يعني أن تتحول إلى بقرة.

إذا كان الجسم صحيحاً أفاد من الطعام المتنوع وحوله إلى طاقة نفسية وفكرية وبدنية يجابه بها أهوال الحياة.. الهوية إنجاز وليست ذكرى..